responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 152
وامتدت أيديهم أو بعضهم إلى الحرام , كان ترك الضوال من الإبل والبقر إضاعة لها , وتفويتًا لها على صاحبها , وهو ما لم يقصده النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قطعًا حين نهى عن التقاطها , فكان درء هذه المفسدة متعينًا.

مَا بُنِيَ مِنْ نُصُوصٍ عَلَى عُرْفٍ تَغَيَّرَ:
ومما يدخل فيما سبق أو يلحق به: النظر فيما بني من النصوص على عرف زمني كان قائمًا في عصر النبوة , ثم تغير في عصرنا , فلا حرج علينا من النظر في مقصود النص دون التمسك بحرفيته.

رَأْيُ أَبِي يُوسُفَ فِي المَكِيلِ وَالمْوْزُونِ:
وعلماء الفقه يعرفون في هذا الموضوع رأي الإمام أبي يوسف في الأصناف الربوية التي جاء بها الحديث النبوي: «البُرُّ بِالبُرِّ كَيْلاً بِكَيْلٍ، مِثْلاً بِمِثْلٍ» وكذلك الشعير والتمر والملح , أما الذهب والفضة فقال فيهما: «وَزْنًا بِوَزْنٍ».

فأبو يوسف يرى أن اعتبار ما ذكر من الأصناف مَكِيلاً أَوْ مَوْزُونًا بُنِيَ عَلَى العُرْفِ فإذا تغير العرف وأصبح التمر أو الملح مثلاً يباع بالوزن ـ كما في عصرنا ـ وجب العمل بما صار إليه العرف الجديد , فيجوز بيع التمر والملح مثلاً بالتمر والملح وزنًا متساويًا , وإن تفاوتا كيلاً.

وهذا مخالف لما ذهب إليه الإمام أبو حنيفة , ونصت عليه كتب الحنفية , من أن كل شيء نص رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على تحريم التفاضل فيه كَيْلاً ,فهو مكيل أبدًا وإن ترك الناس الكيل فيه , وكل ما نص على تحريم التفاضل فيه وزنًا فهو موزون أبدًا وإن ترك الناس الوزن فيه.

وعلى هذا القول يجب أن يستمر التمر والملح والبر والشعير مكيلات إلى يوم القيامة , وهذا تعسير على الناس , مع أنه أمر لا غرض للشارع فيه , فالصحيح ما قاله أبو يوسف. وهو الأوفق بمصالح الناس في زماننا، فقد أصبحت كل المكيلات القديمة من الحبوب وغيرها تباع بالوزن.

اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست