responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 150
الأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ:
ب ـ ومن ذلك حديث «الأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ» [1] فقد فسره ابن خلدون في " مقدمته ": بأنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , راعى ما كان لقريش في عصره من القوة والعصبية التي يرى ابن خلدون أن عليها تقوم الخلافة أو الملك , قال: «فَإِذَا ثَبَتَ أَنَّ اشْتِرَاطَ القُرَشِيَّةِ إِنَّمَا هُوَ لِدَفْعِ التَّنَازُعِ بِمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ العَصَبِيَّةِ وَالغَلَبِ , عَلِمْنَا أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الكِفَايَةِ , فَرَدَدْنَا إِلَيْهَا , وَطَرَدْنَا العِلَّةَ المُشْتَمِلَةَ عَلَى المَقْصُودِ مِنَ القُرَشِيَّةِ , وَهِيَ وُجُودُ العَصَبِيَّةِ , فَاشْتَرَطَهَا فِي القَائِمِ بِأُمُورِ المُسْلِمِينَ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَوْمٍ أُولِي عَصَبِيَّةٍ قَوِيَّةٍ عَلَى مَنْ مَعَهَا لِعَصْرِهَا لِيَسْتَتْبِعُوا مَنْ سِوَاهُمْ , وَتَجْتَمِعَ الكَلِمَةُ عَلَى حُسْنِ الحِمَايَةِ» ... الخ [2].

مَنْهَجُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فِي النَّظَرِ إِلَى عِلَلِ النُّصُوصِ وَظُرُوفِهَا:
وهذا المنهج في النظر إلى ملابسات الأحاديث إلى العلل التي سيقت لها , قد سبق به الصحابة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ - ومن تبعهم بإحسان.

فقد تركوا العمل بظاهر بعض الأحاديث , حين تبين لهم أنها كانت تعالج حالة معينة في زمن النبوة , ثم تبدلت تلك الحال عما كانت عليه.

من ذلك أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَسَّمَ خيبر بين الفاتحين , ولكن عمر لم يقسم سواد العراق , ورأى أن يبقيه في أيدي أربابه , ويفرض الخراج على الأرض , ليكون مَدَدًا دَائِمًا لأجيال المسلمين [3] , وقال في ذلك ابن قدامة: «وَقِسْمَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

[1] من حديث رواه أحمد عن أنس ورجاله ثقات كما قال الهيثمي في " مجمع الزوائد ": (5/ 192)، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب ": «إسْنادُهُ جيِّدٌ». انظر كتابنا " المنتقى " حديث (1299)، ورواه أحمد في حديث آخر بلفظ «الأُمَرَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ». قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح، خلا سُكَيْنَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ وهو ثقة (5/ 193)، وقال المنذري: رواته ثقات. انظر (" المنتقى ": ص 1300).
[2] انظر " مقدمة " ابن خلدون: ج 2 ص 695، 696، ط. لجنة البيان العربي، الثانية بتحقيق د. علي عبد الواحد وافي.
[3] انظر: موقف عمر من قضية قسمة الأرض بين الفاتحين في كتابنا " السياسة الشرعية بين نصوص الشريعة ومقاصدها ": ص 188 - 201، نشر مكتبة وهبة.
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست