responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 129
حَدِيثُ " البُخَارِيِّ " فِي ذَمِّ المِحْرَاثِ:
انظر إلى حديث البخاري الذي في كتاب المزارعة من " صحيحه " عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ حين نظر إلى آلة حرث (محراث) فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لاَ يَدْخُلُ هَذَا بَيْتَ قَوْمٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الذُّلَّ» [1].

إن ظاهر هذا الحديث يفيد كراهية الرسول للحرث والزراعة , التي تفضي إلى ذُلِّ العاملين فيها , وقد حاول بعض المستشرقين استغلال هذا الحديث لتشويه موقف الإسلام من الزراعة.
فهل هذا الظاهر مراد؟ وهل يكره الإسلام الزرع والغرس؟
هذا ما تعارضه النصوص الصحيحة الصريحة الأخرى.

فقد كان الأنصار أهل زرع وغرس ولم يأمرهم النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يتخلوا عن زراعتهم وغراسهم , بَلْ بَيَّنَتْ السُنَّةُ , وفصل الفقه الإسلامي أحكام المزارعة والمساقاة , وإحياء الموات , وما يتعلق بها من حقوق وواجبات.
وقد روى الشيخان وغيرهما عنه - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ -: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ» [2].

ورواه مسلم عن جابر بلفظ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا إِلاَّ كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةً، وَمَا سُرِقَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أَكَلَتِ الطَّيْرُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَلاَ يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ (أي ينقصه ويأخذ منه) إِلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ» [3].

وروى جابر أيضًا أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَى أُمِّ مَعْبَدٍ حَائِطًا، فَقَالَ: «يَا أُمَّ مَعْبَدٍ، مَنْ غَرَسَ هَذَا النَّخْلَ؟ أَمُسْلِمٌ أَمْ كَافِرٌ؟» فَقَالَتْ: بَلْ مُسْلِمٌ، قَالَ: «فَلاَ يَغْرِسُ المُسْلِمُ غَرْسًا، فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، وَلاَ دَابَّةٌ، وَلاَ طَيْرٌ، إِلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةً إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ» [4].

[1] رواه " البخاري " في كتاب المزارعة.
[2] متفق عليه من حديث أنس، " اللؤلؤ والمرجان " (1001).
(3) " مسلم " في كتاب المساقاة، باب فضل الزرع والغرس (1552).
[4] المصدر السابق.
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست