responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 123
الفَصْلُ الثَّانِي: جَمْعُ الأَحَادِيثِ الوَارِدَةِ فِي المَوْضُوعِ الوَاحِدِ:
ومن اللازم لفهم السنة فهمًا صحيحًا: أن تجمع الأحاديث الصحيحة في الموضوع الواحد , بحيث يرد متشابهها إلى محكمها , ويحمل مطلقها على مقيدها , ويفسر عامها بخاصها. وبذلك يتضح المعنى المراد منها , ولا يضرب بعضها ببعض.

وإذا كان من المقرر أن السنة تفسر القرآن الكريم , وَتُبَيِّنُهُ , بمعنى أنها تُفَصِّلُ مُجْمَلَهُ , وَتُفَسِّرُ مُبْهَمَهُ, وَتُخَصِّصُ عُمُومَهُ , وَتُقَيِّدُ إِطْلاَقَهُ , فأولى ثم أولى أن يراعى ذلك في السُنَّةِ بعضها مع بعض.

حَدِيثُ إِسْبَالِ الإِزَارِ:
خُذْ مَثَلاً الأحاديث التي وردت في إسبال الإزار , وتشديد الوعيد عليه. وهو ما استند إليه كثير من الشباب المتحمس في شدة الإنكار على من لم يقصر ثوبه إلى ما فوق الكعبين. وبالغوا في ذلك حتى أوشكوا أن يجعلوا تقصير الثوب من شعائر الإسلام , أو فرائضه العظام. وإذا نظروا إلى عالم أو داعية مسلم لا يقصر ثوبه كما يفعلون , رموه في أنفسهم ـ وربما علانية ـ بقلة الدين!

ولو رجعوا إلى مجموع الأحاديث المتصلة بهذه القضية , وَرَدُّوا بعضها إلى بعض في ضوء نظرة شاملة لمقاصد الإسلام من المكلفين في شؤون الحياة العادية , لعرفوا المقصود من الأحاديث في هذا المقام , ولخففوا من غلوائهم , ولم يركبوا متن الشطط , ولم يُضَيِّقُوا على الناس في أمر وَسَّعَ اللهُ عليهم فيه.

اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست