responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 107
وَيَجِيءُ قَوْمٌ يُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ»، وفي لفظ عنه: «فَيَثْلِمُونَ الإِسْلاَمَ وَيَهْدِمُونَهُ» ورجح الحافظ في " الفتح " تفسير ابن مسعود لمعنى الخيرية والشرية هنا , قائلاً: «وَهُوَ أَوْلَى بِالاِتِّبَاعِ».

ولكنه في الواقع لا ينفي الاستشكال من أساسه , فالنصوص تدل على أن في الغيب أدوارًا للإسلام ترتفع فيها رايته وتعلو كلمته , ولو لم يكن إلا زمن المهدي والمسيح في آخر الزمان لكفى.

والتاريخ يثبت أنه قد جاءت فترات ركود وجمود في العالم أعقبها أزمنة حركة وتجديد , ويكفي أن نذكر مثلاً من ظهر في القرن الثامن من العلماء المجددين ـ بعد سقوط الخلافة الإسلامية في بغداد , وتدهور الأوضاع في القرن السابع مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وسائر تلاميذه في الشام، كما ظهر أبو إسحاق الشاطبي في الأندلس , وابن خلدون في المغرب ومصر , وغيره ممن ترجم لهم ابن حجر في كتابه " الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ".

وفي العصور التي تلت ذلك نجد مثل ابن حجر , والسيوطي في مصر , وابن الوزير في اليمن والدهلوي في الهند، والشوكاني والصنعاني في اليمن , وابن عبد الوهاب في نجد , وغيرهم من العلماء الأجلاء المجتهدين والأئمة المجددين.

وهذا ما جعل الإمام ابن حبان في " صحيحه " يرى أن حديث أنس ليس على عمومه , مستدلاً بالأحاديث الواردة في المهدي , وانه يملأ الأرض عدلاً , بعد أن ملئت جورًا [1].

التَّأْوِيلُ الذِي نُرَجِّحُهُ:
ج ـ ولهذا أرى أن أرجح التفسيرات لهذا الحديث ما ذكره الحافظ في " الفتح " بقوله: «وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ المُرَادُ بِالأَزْمِنَةِ المَذْكُورَةِ أَزْمِنَةَ الصَّحَابَةِ بِنَاءً عَلَى أَنَّهُمْ هُمُ المُخَاطَبُونَ بِذَلِكَ، فَيَخْتَصُّ بِهِمْ فَأَمَّا مَنْ بَعْدَهُمْ فَلَمْ يُقْصَدْ

(1) " فتح الباري ": ج 16 ص 228 ط. الحلبي.
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست