responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 102
ألا تعارض دليلاً شرعيا أقوى:

2 - ألا تعارض دليلاً شرعيًا آخر أقوى منها: ـ
مثال ذلك: الأحاديث الضعيفة التي رويت في شأن عبد الرحمن بن عوف: «أَنَّهُ يَدْخُلُ الجَنَّةَ حَبْوًا» بسبب غناه!.

فقد يقال: إن مثل هذه الأحاديث تندرج تحت أصل التحذير من فتنة المال , وطغيان الغنى , ولكن يجب أن نذكر أنها تعارض أحاديث صحيحة جعلت عبد الرحمن بن عوف من العشرة المبشرين بالجنة , فضلاً عن وقائع ثابتة , وروايات مستفيضة , ثبت أنه كان من خيار المسلمين , وكبار المتقين , وأنه يمثل الغني الشاكر حقًا , ولهذا توفى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , وهو عنه راض , وجعله عمر - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - في الستة أصحاب الشورى , وجعل لصوته ميزة ترجيحية على غيره عند تساوي الأصوات.

ولهذا رد الحافظ المنذري ما قد ورد من غير ما وجه ومن حديث جماعة من الصحابة عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - , يَدْخُلُ الجَنَّةَ حَبْوًا لِكَثْرَةِ مَالِهِ ... ».
قال: «وقد ورد من غير ما وجه , ومن حديث جماعة من الصحابة عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - , يَدْخُلُ الجَنَّةَ حَبْوًا لِكَثْرَةِ مَالِهِ " , ولا يسلم أجودها من مقال , ولا يبلغ منها شيء بانفراده درجة الحسن. ولقد كان ماله بالصفة التي ذكر رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" نِعْمَ المَالُ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ " [1] فأنى تنقص درجاته في الآخرة أو يقصر به دون غيره من أغنياء هذه الأمة؟ فإنه لم يرد هذا في حق غيره , وإنما صح سبق فقراء هذه الأمة أغنيائهم على الإطلاق والله أعلم» [2].

[1] رواه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
[2] انظر: " الترغيب " للمنذري، الحديث 4576 بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست