responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 98
{ ... لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} [السجدة: 3]، { ... وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ} [سبأ: 44].
ولكني أوثر في الأحاديث الصحاح التوقف فيها , دون ردها بإطلاق , خشية أن يكون لها معنى لم يفتح عَلَيَّ به بعد.
ومن حسن الحظ أني رجعت إلى ما قاله شُرَّاحُ " مسلم " غير النووي أعني العَلاَّمَتَيْنِ: الأُبِّي وَالسَّنُوسِي , فوجدتهما يتحفظان على ظاهر هذا الحديث , أما الإمام النووي , فقد علق على الحديث بقوله: «قَالَهُ لِحُسْنِ خُلُقِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَسْلِيَةً لِلْرَّجُلِ , لِلاِشْتِرَاكِ فِي المُصِيبَةِ , وَفِيهِ: أَنَّ مَنْ مَاتَ كَافِرًا فِي النَّارِ وَلاَ تَنْفَعُهُ قَرَابَةُ المُقَرَّبِينَ».

قَالَ الأُبَّي: «انْظُرْ هَذَا الإِطْلاَقَ! وَقَدْ قَالَ السُّهَيْلِيُّ: لَيْسَ لَنَا أَنْ نَقُولَ ذَلِكَ , فَقَدْ قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " لاَ تُؤْذُوا الأَحْيَاءَ بِسَبِّ الأَمْوَاتِ " وَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا} [الأحزاب: 57]. وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّمَا قَالَهُ تَسْلِيَةً لِلْرَّجُلِ , وَجَاءَ أَنَّ الرَّجُلَ قَالَ: وَأَنْتَ أَيْنَ أَبُوكَ؟ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ حِينَئِذٍ».

قال النووي: «وَفِيهِ أَنَّ مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْعَرَبُ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَلَيْسَ هَذَا مُؤَاخَذَةٌ قَبْلَ بُلُوغِ الدَّعْوَةِ فَإِنَّ هَؤُلاَءِ كَانَتْ قَدْ بَلَغَتْهُمْ دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ [وَغَيْرِهِ مِنَ الأَنْبِيَاءِ]».

قَالَ الأُبِّي: «تأمل ما في كلامه من التنافي , فإن من بلغتهم الدعوة ليسوا بأهل فترة , وتعرف ذلك بما تستمع , فأهل الفترة هم الأمم الكائنة بين أزمنة الرسل الذين لم يرسل إليهم الأول ولا أدركوا الثاني , كالأعراب الذين لم يرسل إليهم عيسى عليه السلام ولا لحقوا النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والفترة بهذا التفسير تشمل ما بين كل رسولين.

ولكن الفقهاء إذا تكلموا في الفترة فإنما يعنون التي بين عيسى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - والنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وذكر البخاري عن سلمان أنها ستمائة سنة.

ولما دلت القواطع على أنه لا تعذيب حتى تقوم الحجة , علمنا أنهم غير معذبين.
فإن قلت: صحت أحاديث بتعذيب أهل الفترة كهذا الحديث وحديث:

اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست