responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 93
أَوَّلاً - فَهْمُ السُنَّةِ فِي ضَوْءِ القُرْآنِ الكَرِيمِ:
من الواجب , لكي تفهم السُنَّةَ فَهْمًا صَحِيحًا , وبعيدًا عن التحريف والانتحال وسوء التأويل ـ أن تفهم في ضوء القرآن , وفي دائرة توجيهاته الربانية , والمقطوع بصدقها إذا أخبرت , وعدلها إذا حكمت , {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاً مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: 115].فالقرآن هو روح الوجود الإسلامي , وأساس بنيانه , وهو بمثابة الدستور الأصلي , الذي ترجع إليه كل القوانين في الإسلام فهو أبوها وموئلها.

والسنة النبوية هي شارحة هذا الدستور ومفصلته , فهي البيان النظري والتطبيق العملي للقرآن , ومهمة الرسول أن يبين للناس ما نزل إليهم.

وما كان للبيان أن يناقض المُبَيَّنَ , ولا للفرع أن يعارض الأصل , فالبيان النبوي يدور أبدًا في فلك الكتاب العزيز ولا يتخطاه.

ولهذا لا توجد سنة صحيحة ثابتة تعارض محكمات القرآن وبيناته الواضحة.
وإذا ظن بعض الناس وجود ذلك , فلا بد أن تكون السنة غير صحيحة أو يكون فهمنا لها غير صحيح , أو يكون التعارض وَهْمِيًّا لاَ حَقِيقِيًّا.
ومعنى هذا أن تفهم السنة في ضوء القرآن.

ولهذا كان حديث (الغرانيق) المزعوم مردودًا بلا ريب , لأنه مناف للقرآن , ولا يتصور أن يجيء في سياق يندد فيه القرآن بالآلهة المزيفة حيث يقول: {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى، أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى، تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى، إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم: 19 - 23].

اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست