responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 78
أو يحرم ـ نجدها تشتمل على شيء آخر , له أهميته وخطورته , وإن لم يلتفت إليه أئمتنا السابقون , وهو ما يترتب عليها (اِخْتِلاَلَ النِّسَبِ) التي وضعها الشارع الحكيم للتكاليف والأعمال , فلكل عمل ـ مأمور به أو منهي عنه ـ وزن أو "سعر" معين في نظر الشارع بالنسبة لغيره من الأعمال , ولا يجوز لنا أن نتجاوز به حده الذي حده له الشارع , فنهبط به عن مكانته , أو نرتفع به فوق مقداره.

ومن أشد الأمور خطرًا إعطاء قيمة لبعض الأعمال الصالحة , أكبر من حجمها وأكثر مما تستحقه , بتضخيم ما فيها من ثواب , حتى تطغى على ما هو أهم منها وأعلى درجة في نظر الدين.

وفي مقابل ذلك إعطاء أهمية لبعض الأعمال المحظورة , وتضخيم ما فيها من عقاب بحيث تجور على غيرها.

وقد ترتب على التهويل والمبالغات في الوعد بالثواب , والوعيد بالعقاب: تشويه صورة الدين في نظر المثقفين المستنيرين , حيث ينسبون هذا الذي يسمعونه أو يقرءونه إلى الدين نفسه , والدين منه براء.

وكثيرًا ما أدت هذه المبالغات ـ وخصوصًا في جانب الترهيب ـ إلى نتائج عكسية واضطرابات نفسية , وَكَثِيرًا مَا بَغَّضَ هؤلاء المُبَالِغُونَ رَبَّ النَّاسِ إِلَى النَّاسِ , وَنَفَّرُوهُمْ مِنْهُ , وَأَبْعَدُوهُمْ عَنْ رِحَابِهِ.

والواجب أن نبقي الأعمال على مراتبها الشرعية , دون أن تقع في شرك المبالغات التي تشدنا إلى أحد طرفي الإفراط والتفريط , كما قال علي بن أبي طالب - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: «عَلَيْكُمْ بِالنَّمَطِ الوَسَطِ , الذِي يَرْجِعُ إِلَيْهِ الغَالِي (أَيْ المُبَالِغُ) وَيَلْحَقَ بِهِ التَّالِي».

رواية الحديث الضعيف في فضائل الأعمال لا تعني إثبات حكم به:
•الحقيقة السادسة:

أن العلماء الذين أجازوا رواية الضعيف بشروطه , وبعبارة الأقدمين منهم:

اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست