responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 72
وَقَالَ رَوَّادُ بْنُ الجَرَّاحِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ , يَقُولُ: «لاَ تَأْخُذُوا هَذَا العِلْمَ فِي الحَلاَلِ وَالحَرَامِ إِلاَّ مِنَ الرُّؤَسَاءِ المَشْهُورِينَ بِالعِلْمِ , الذِينَ يَعْرِفُونَ الزِّيَادَةَ وَالنُّقْصَانَ , وَلاَ بَأْسَ بِمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ المَشَايِخِ».

وقال ابن أبي حاتم: (ثَنَا) أَبِي، (ثَنَا) عَبْدَةُ، قَالَ: قِيلَ لابْنِ المُبَارَكِ، وَرَوَى عَنْ رَجُلٍ حَدِيثًا، فَقِيلَ: هَذَا رَجُلٌ ضَعِيفٌ!.
فَقَالَ: «يَحْتَمِلُ أَنْ يُرْوَى عَنْهُ هَذَا القَدْرَ، أَوْ مِثْلِ هَذِهِ الأَشْيَاءِ».
قُلْتُ لِعَبْدَةَ: «مِثْلَ أَيِّ شَيْءٍ كَانَ؟».
قَالَ: «فِي أَدَبٍ، فِي مَوْعِظَةٍ، فِي زُهْدٍ».
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ فِي مُوسَى بْنَ عُبَيْدَةَ - الرَّبَذِيِّ، وُهُوَ عَابِدٌ مَشْهُورٌ، ضَعِيفُ الرِّوَايَةِ -: «يُكْتَبُ مِنْ حَدِيثِهِ الرَّقَائِقَ».
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةُ: «لاَ تَسْمَعُوا مِنْ بَقِيَّةَ - يعني بقية بن الوليد - مَا كَانَ فِي سُنَّةٍ , وَاسْمَعُوا مِنْهُ مَا كَانَ فِي ثَوَابٍ وَغَيْرِهِ».
وَقَالَ أَحْمَدُ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ - يريد: محمد بن إسحاق صاحب " السيرة " المشهورة: «يُكْتَبُ عَنْهُ المَغَازِي وَشَبَهِهَا».
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ فِي زِيَادٍ البَكَّائِيِّ: «لاَ بَأْسَ بِهِ فِي المَغَازِي، وَأَمَّا فِي غَيْرِهَا فَلاَ».

قَالَ اِبْنُ رَجَبٍ: «وَإِنَّمَا يُرْوَى فِي التَّرْهِيبِ وَالتَّرْغِيبِ وَالزُّهْدِ وَالآدَابِ أَحَادِيثُ أَهْلِ الغَفْلَةِ الذِينَ لاَ يَتَّهِمُونَ بِالكَذِبِ. فَأَمَّا أَهْل التُّهْمَةِ فَيُطْرَحُ حَدِيثُهُمْ، كَذَا قَالَ اِبْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ» [16].

وفي هذه الأقوال وما شابهها نتبين أن أحدًا من أئمة الحديث لم يقل برواية أحاديث الترغيب والترهيب، عن كل من هب ودب من الرواة، وإن كانوا مجهولين أو متهمين، أو فاحشي الغلط.

إنما أجازوا رواية بعض الرواة الذين في حفظهم بعض اللين أو الضعف وإن لم

(16) " شرح علل الترمذي " لابن رجب بتحقيق د. نور الدين عتر: جـ 1 ص 72 - 74.
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست