responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 70
وليت خطباء زمننا يطبق عليهم هذا. إذن لعزل الكثير منهم , لجهلهم بالحديث وخلطهم المقبول بالمردود.

تحقيق القول في رواية الحديث الضعيف في الترغيب والترهيب:
وأعتقد أن سبب رواج هذا النوع من الأحاديث الواهية والمنكرة والموضوعة لدى جمهرة الخطباء وَالمُذَكِّرِينَ والواعظين هو إطلاق القول بأن جمهور العلماء يجيزون رواية الحديث الضعيف في فضائل الأعمال، والرقائق والزهد والترغيب والترهيب والقصص ونحوها، مما لا يتعلق به حكم شرعي من الأحكام الخمسة، من حل وحرمة، وكراهة، وإيجاب واستحباب.

وفي ذلك قال الإمام المنذري في مقدمة كتاب " الترغيب والترهيب ": «إِنَّ العُلَمَاءَ أَسَاغُوا التَّسَاهُلَ فِي أَنْوَاعٍ مِنَ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ، حَتَّى إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ ذَكَرُوا المَوْضُوعَ وَلَمْ يُبَيِّنُوا حَالَهُ!».

ونحو هذا ما قاله الحاكم في " مستدركه " في أول (كتاب الدعاء): «وَأَنَا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ أُجْرِي الأَخْبَارَ التِي سَقَطَتْ عَلَى الشَّيْخَيْنِ فِي " كِتَابِ الدَّعَوَاتِ " عَلَى مَذْهَبِ أَبِي سَعِيدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ فِي قَبُولِهَا»، ثم ساق بسنده إليه قوله: «إِذَا رَوِينَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحَلاَلِ، وَالحَرَامِ، وَالأَحْكَامِ، شَدَّدْنَا فِي الأَسَانِيدِ، وَانْتَقَدْنَا الرِّجَالَ، وَإِذَا رَوِينَا فِي فَضَائِلِ الأَعْمَالِ وَالثَّوَابِ، وَالعِقَابِ، وَالمُبَاحَاتِ، وَالدَّعَوَاتِ تَسَاهَلْنَا فِي الأَسَانِيدِ» [14].

وروى الخطيب في " الكفاية " بسنده عن أحمد، قال: «إِذَا رَوَيْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الحَلاَلِ وَالحَرَامِ وَالسُّنَنِ وَالأَحْكَامِ تَشَدَّدْنَا فِي الأَسَانِيدِ , وَإِذَا رَوَيْنَا عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي فَضَائِلِ الأَعْمَالِ وَمَا لاَ يَضَعُ حُكْمًا وَلاَ يَرْفَعُهُ تَسَاهَلْنَا فِي الأَسَانِيدِ».

(14) " المستدرك ": (1/ 490).
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست