اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 1 صفحة : 42
إن زعم تجديد الدين يعني أننا في عصر تخرج طبعة جديدة , منقحة لمبادئه وتعاليمه , تساير حاجات الناس , وتواكب التطور , وهذا قلب للحقائق , فليرفض الحديث الذي يقول هذا.
وما يقوله هذا القائل صحيح لو كان المراد بالتجديد ما فسره به.
إن التجديد المراد ـ كما شرحته في بحث لي ـ هو تجديد الفهم له ـ والإيمان به والعمل به. فالتجديد لشيء ما , هو محاولة العودة به إلى ما كان عليه يوم نشأ وظهر بحيث يبدو مع قِدَمِهِ كأنه جديد , وذلك بتقوية ما وهى منه , وترميم ما بلي , ورتق ما انفتق , حتى يعود أقرب ما يكون إلى صورته الأولى.
فالتجديد ليس معناه تغيير طبيعة القديم , أو الاستعاضة عنه بشيء آخر مستحدث مبتكر , فهذا ليس من التجديد في شيء.
ولنأخذ بذلك مثلاً في الحسيات , إذا أردنا تجديد مبنى أثري عريق , فمعنى تجديده , الإبقاء على جوهره وطابعه ومعالمه , وكل ما يبقي على خصائصه وترميم كل ما أصابه من عوامل التعرية , وتحسين مداخله وتسهيل الطريق إليه , والتعريف به ... الخ. وليس من التجديد في شيء أن نهدمه , ونقيم عمارة ضخمة على أحدث طراز مكانه.
وكذلك الدين: لا يعني تجديده إظهار طبعة جديدة منه , بل يعني به العودة إلى حيث كان في عهد الرسول وصحابته ومن تبعهم بإحسان [22].
بني الإسلام على خمس:
ومن أعجب ما سمعته في عصرنا من رد الحديث الصحيح بالفهم القاصر أن بعض الناس قد رد أشهر حديث يحفظه المسلمون , صغارهم وكبارهم , وعامتهم [22] انظر بحثنا " تجديد الدين في ضوء السنة " بالعدد الثاني من " مجلة مركز بحوث السنة والسيرة " في قطر: ص 29. وقد نشر في كتاب " من أجل صحوة راشدة "، نشر المكتب الإسلامي في بيروت.
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 1 صفحة : 42