اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 1 صفحة : 31
كلامه ما لا يحتمله , ولا يقصر به عن مراده وما قصده من الهدى والبيان , وقد حصل بإهمال ذلك والعدول عنه من الضلال عن الصواب , ما لا يعلمه إلا الله , بل سوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام , بل هو أصل كل خطأ في الأصول والفروع , ولا سيما إن أضيف إليه سوء القصد , فيتفق سوء الفهم في بعض الأشياء من المتبوع , مع حسن قصده , وسوء القصد من التابع , فيا محنة الدين وأهله! والله المستعان. وهل أوقع القدرية والمرجئة والخوارج والمعتزلة والجهمية والروافض وسائر أهل البدع إلا سوء الفهم عن الله ورسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , حتى صار الدين بأيدي أكثر الناس , هو موجب هذه الأفهام! والذي فهمه الصحابة - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ وَمَنْ تَبِعَهُمْ - عن الله ورسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فمهجور لا يلتفت إليه , ولا يرفع هؤلاء به رأسًا .... حتى إنك لتمر على الكتاب من أوله إلى آخره , فلا تجد صاحبه فهم عن الله ورسوله مراده كما ينبغي في موضع واحد , وهذا إنما يعرفه من عرف ما عند الناس وعرضه على ما جاء به الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأما من عكس الأمر , فعرض ما جاء به الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على ما اعتقده وانتحله , وقلد فيه من أحسن به الظن فليس يجدي الكلام معه شيئًا , فدعه , وما اختاره لنفسه وَوَلِّهِ ما تولى , واحمد الذي عفاك مما ابتلاه به» انتهى.
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 1 صفحة : 31