responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 173
سَابِعًا - التَّفْرِيقُ بَيْنَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ:
تعرضت السنة لموضوعات تتعلق بـ (عالم الغيب) ـ بعضها يتصل بغير المنظور من عالمنا هذا , مثل الملائكة الذين جندهم الله تعالى لوظائف شتى {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ} [المدثر: 31]. ومثل الجن , سكان الأرض , المكلفين مثلنا , ممن يروننا ولا نراهم , ومنهم الشياطين , جنود إبليس الذي أقسم أمام الله تعالى على إغوائنا وتزيين الباطل والشر لنا: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ} [ص: 82، 83].

ومثل العرش والكرسي واللوح والقلم.

وبعض هذه الغيبيات تتعلق بالحياة البرزخية , حياة ما بعد الموت قبل قيام الساعة , مما يتصل بسؤال القبر ونعيمه أو عذابه. وبعضها الآخر يتعلق بالحياة الآخرة , بالبعث والحشر والموقف وأهوال يوم القيامة , والشفاعة العظمى , والميزان والحساب , والصراط , والجنة وألوان النعيم فيها , من مادي وروحي ودرجات الناس فيها , والنار وأنواع العذاب فيها , من حسي ومعنوي , ودركات الناس فيها.

وكل هذه الأمور أو جلها مما تعرض له القرآن الكريم , ولكن السنة المشرفة توسعت وفصلت فيما أجمله القرآن.

ولا بد أن نشير هنا إلى بعض ما وردت به الأحاديث هنا لا يبلغ مرتبة الصحة التي يعتد بها , فلا ينبغي أن يلتفت إليه.

إنما الكلام هنا فيما ثبت وصح من أحاديث المصطفى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

والواجب على العالم المسلم هنا أن يسلم بما صح ثبوته حسب قواعد أهل العلم , وسلف الأمة المقتدى بهم , ولا يجوز رده لمجرد مخالفته لما عهدناه , أو استبعاد وقوعه

اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست