responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 126
يراهم شرار الخلق , بما حَرَّفُوا كتاب الله عما أنزل فيه [68].

فإذا كانت أسباب نزول القرآن مطلوبة لمن يفهمه أو يفسره , كانت أسباب ورود الحديث أشد طلبًا.
ذلك أن القرآن بطبيعته عام وخالد , وليس من شأنه أن يعرض للجزئيات والتفصيلات , والآنيات , إلا لتؤخذ منها المبادئ والعبر.

وأما السنة فهي تعالج كثيرًا من المشكلات الموضعية والجزئية والآنية , وفيها من الخصوص والتفاصيل ما ليس في القرآن.
فلا بد من التفرقة بين ما هو خاص وما هو عام , وما هو مُؤَقَّتٌ وما هو خالد وما هو جُزْئِيٌّ , وما هو كلي , فلكل منها حكمه , والنظر إلى السياق والملابسات والأسباب تساعد على سداد الفهم , واستقامته لمن وفقه الله.

أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ:
مثال ذلك: حديث: «أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ» [69] الذي يتخذ منه بعض الناس تكأة للتهرب من أحكام الشريعة في المجالات الاقتصادية والمدنية والسياسية , ونحوها لأنها ـ كما زعموا ـ مِنْ شُؤُونِ دُنْيَانَا , ونحن أعلم بها وقد وكلها الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلينا!!

فهل هذا ما يعنيه هذا الحديث الشريف؟
كَلاَّ. فإن مما أرسل الله به رسله , أن يضعوا للناس قواعد العدل , وموازين القسط , وضوابط الحقوق والواجبات في دنياهم , حتى لا تضطرب مقاييسهم , وتتفرق بهم السبل , كما قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ

[68] انظر ما قاله الشاطبي في " الموافقات ".
[69] رواه مسلم في كتاب المناقب من " صحيحه " برقم (2363) من حديث عائشة وأنس.
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست