responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 125
رَابِعًا: فَهْمُ الأَحَادِيثِ فِي ضَوْءِ أَسْبَابِهَا وَمُلاَبَسَاتِهَا وَمَقَاصِدَهَا:
ومن حسن الفقه للسنة النبوية: النظر فيما بني من الأحاديث على أسباب خاصة أو ارتبط بعلة معينة , منصوص عليها في الحديث أو مستنبطة منه , أو مفهومة من الواقع الذي سيق فيه الحديث.

فالناظر المتعمق يجد أن من الحديث ما بني على رعاية ظروف زمنية خاصة ليحقق مصلحة معتبرة , أو يدرأ مفسدة معينة , أو يعالج مشكلة قائمة , في ذلك الوقت.
ومعنى هذا أن الحكم الذي يحمله الحديث قد يبدو عَامًّا وَدَائِمًا , ولكنه ـ عند التأمل ـ مبني على علة , ويزول بزوالها , كما يبقى ببقائها.

وهذا يحتاج إلى فقه عميق , ونظر دقيق , ودراسة مستوعبة للنصوص , وإدراك بصير لمقاصد الشريعة , وحقيقة الدين , ومع شجاعة أدبية , وقوة نفسية للصدع بالحق , وإن خالف ما ألفه الناس وتوارثوه , وليس هذا بالشيء الهين , فقد كلف هذا شيخ الإسلام ابن تيمية معاداة الكثيرين من علماء زمنه , الذين كادوا له حتى أدخل السجن أكثر من مرة , ومات فيه - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.

لا بد لفهم الحديث فَهْمًا سَلِيمًا دَقِيقًا , من معرفة الملابسات التي سيق فيها النص , وجاء بَيَانًا لها وعلاجًا لظروفها , حتى يتحدد المراد من الحديث بدقة ولا يتعرض لشطحات الظنون , أو الجري وراء ظاهر غير مقصود.

ومما لا يخفى أن علماءنا , قد ذكروا أن مما يعين على حسن فهم القرآن معرفة أسباب نزوله , حتى لا يقع فيما وقع فيه بعض الغلاة من الخوارج وغيرهم , ممن أخذوا الآيات التي نزلت في المشركين , وطبقوها على المسلمين , ولهذا كان ابن عمر

اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست