responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 399
وكيف نصلى ونصوم ونحج ونزكي ونقيم الحدود، وهذه كلها ما أدركت تفاصيلها إلا من السُنَّةِ؟.
وإن إنكار المتواتر من السنن العملية خروج عن الإسلام .. وإنكار المروي من سنن الآحاد ـ لمحض الهوى ـ عصيان مخوف العاقبة ..

والواجب أن ندرس السُنَّةَ دراسة حسنة، وأن ننتفع في ديننا بما ضمت من حكم وآداب وعظات. وإن الولع بالتكذيب لا إنصاف فيه ولا رشد.

وقد تعقبت طائفة من منكري السنن فلم أر لدى أكثرهم شيئًا يستحق الاحترام العلمي.

قالوا: إن السلف اهتموا بالأسانيد وحبسوا نشاطهم في وزن رجالها ولم يهتموا بالمتون. أو يصرفوا جُهْدًا مذكورًا في تمحيصها ..
وهذا خطأ. فإن الاهتمام بالسند لم يقصد لذاته وإنما قصد منه الحكم على المتن نفسه.

ثم إن صحة الحديث لا تجىء من عدالة رواته فحسب، بل تجيء أيضًا من انسجامه مع ما ثبت يَقِينًا من حقائق الدين الأخرى، فأي شذوذ فيه، أو علة قادحة يخرجه من نطاق الحديث الصحيح ..
على أن اتهام حديث ما بالبطلان مع وجود سند صحيح له، لا يجوز أن يدور مع الهوى، بل ينبغى أن يخضع لقواعد فنية محترمة.

هذا ما التزمه الأئمة الأولون، وما نرى نحن ضرورة التزامه.
ذكر بعضهم حديث: «الحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلاَّ السَّامَ».
فقال: إن الواقع يكذبه، وإن صححه البخاري.
ويظهر أنه فهم من «مِنْ كُلِّ دَاءٍ» سائر العلل التى يصاب الناس بها.
وهذا فهم باطل، ولو كان ذلك مراد الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما كان هناك موضع للأحاديث الكثيرة الأخرى التى تصف أدوية أخرى لعلل شتى.
والواقع «أَنَّ كُلِّ دَاءٍ» لا تعني إلا بعض أمراض البرد، فهي مثل قول القرآن الكريم في وصف الريح التى أرسلت على «عَادٍ»: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ

اسم الکتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 399
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست