اسم الکتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 1 صفحة : 391
وفي الحديث: «فَضْل كَلاَم اللهِ عَلَى سَائِر الكَلاَمِ كَفَضْلِ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ».
وأنت ترى في الأنظمة العامة التى تحكم الجماعات دساتير أصيلة. ثم قوانين إدارية وجنائية وشخصية وتجارية.
ثم لوائح وقرارات ومذكرات تفسيرية ... الخ.
والمفروض في الدساتير أنها مجمع القواعد الخطيرة في الحكم والتشريع والتنفيذ، وأنها تضم أمهات المسائل التى ينبغى النص عليها ولا تترك للتقديرات المختلفة.
وأن ما عداها يرتكز عليها ويستمد حرمته منها.
ولذلك لا يمكن أن يحتوى على ما يخالفها نصًا أو رُوحًا.
فإذا وجد هذا المخالف الغى من تلقاء نفسه.
كذلك كتاب الله، هو قطب الإسلام، ومنبع شرائعه، والدستور الذى يقتعد الصدارة فيما يضم من توجيه وأدب، ووصايا وأحكام.
وقد تضمن أصول الإسلام. ومنه تؤخذ الصور العامة لما يرضاه الله لعباده فى شُؤُونِ حياتهم ومناحى تفكيرهم، ومعالم سلوكهم. والمسلمون للأسف لا يقدرون الكتاب العزيز حق قدره، ولا يعلقون بصائرهم وأبصارهم بمعانيه وأهدافه كما ينبغى.
ودعك من تجويد التلاوة كما يفعل أصحاب الأصوات، ومن التأثر الموقوت الذى تلمح مظاهره على بعض الأجسام، فإن هذا وذاك لا يدلان على شىء ذي بال ..
إن القرآن هو الهداية الأولى للناس، الهداية التى صدرت عن الله محصية قواعد الحق وضمانات النجاة، فآيات هذا القرآن تحتوي على معالم الصراط المستقيم، مثلما تحتوى آفاق الكون على أسرار العلم وقواه المذخورة للخلق ..
ولو عقل البشر لوقفوا بإزاء كل سورة، بل كل حرف، يستنبئونه اليقين، ويتعرفون منه كيف يوثقون صلاتهم برب العالمين ..
إن كلام الله فوق كل كلام
اسم الکتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 1 صفحة : 391