responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 389
إلا أن السنن المأثورة عرض لها ما يوجب اليقظة في تلقيها، فليس كل ما ينسب إلى الرسول - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - سُنَّةٌ تقبل، ولا كل ما صَحَّتْ نسبته صح فهمه، أو وضع موضعه ..

والمسلمون لم يُؤْذَوْا من الأحاديث الموضوعة قدر ما أُوذُوا من الأحاديث التى أُسِيءَ فهمها واضطربت أوضاعها. حتى جاء أخيرًا من ينظر إلى السنن جمعاء نظرة ريبة واتهام، ويتمنى لو تخلص المسلمون منها ..

وهذا خطأ من ناحيتين:
إهمال الحقيقة التاريخية أولاً، فإن الدنيا لم تعرف بَشَرًا أحصيت أثاره، ونقدت بحذر، وَمُحِّصَتْ بِدِقَّةٍ، كما حدث ذلك في آثار محمد بن عبد الله، فكيف تُرْمَى بعد ذلك في مطارح الإهمال!

والناحية الأخرى: أن في السُنَّةِ كُنُوزًا من الحكمة العالية لو نسب بعضها إلى أحد من الناس لكان من العظماء المصلحين، فلماذا تضيع على صاحبها ويحرم الناس خيرها؟

عندما درسنا تراث محمد - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - في " الأخلاق " [13] وذاكرنا أحاديثه التى تربو على الألوف في شتى الفضائل خُيِّلَ إلينا: لو أن جيشًا من علماء النفس والتربية اجتمع ليسوق للعالم مثل هذا الأدب لعجز، والأخلاق شعبة واحدة من رسالة محمد - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - الضخمة. انتهى [14].

إِضَاعَةُ السُنَّةِ إِضَاعَةٌ لِلْدِّينِ كُلِّهِ:
وفي كتابه " دستور الوحدة الثقافية للمسلمين " يقول:
«تواجه السنة النبوية هجومًا شديدًا في هذه الأيام، وهو هجوم خال من العلم ومن الإنصاف، وقد تألفت بعض جماعات شاذة تَدَّعِي الاكتفاء بالقرآن وحده.

ولو تَمَّ لهذه الجماعات ما تريد لأضاعت القرآن وَالسُنَّةَ جَمِيعًا، فإن القضاء على السُنَّةِ ذريعة للقضاء على الدين كله. إن محاربة السُنَّةِ لو قامت على أسس لوجب أَلاَّ يُدَرَّسَ التاريخ في بلد ما

[13] يقصد بذلك كتابه " خُلُقُ المسلم ".
[14] انظر " فقه السيرة ": ص 44 - 46.
اسم الکتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست