responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 377
القرآن الكريم هو المصدر الأول لفكر الشيخ الغزالي الدَّعَوِي وَالإِصْلاَحِي، وَالسُنَّةُ هي المصدر الثاني. فهو يعتبر السُنَّةَ ضرورة لفهم القرآن، فهي الشرح النظري، والتطبيق العملي له، وهو يحتفل احتفالا خَاصًّا بالسيرة، باعتبارها الجانب العملي من السُنَّةِ، حيث جعل الله نبيه (الأسوة الحسنة). وهي تمثل الإِسْلاَمَ مُجَسَّدًا، وَالقُرْآنَ حَيًّا، في مواقف ووقائع، تراها الأعين، وتلمسها الأيدي، وَيَتَّعِظَ بها الخاص والعام، وفي هذا صنف كِتَابَهُ القَيِّمَ " فقه السيرة ".

ولهذا وجدنا في كتبه حَشْدًا كَبِيرًا من الأحاديث الشريفة، يسوقها مع آيات القرآن العزيز لتكون نُورًا عَلَى نُورٍ، فيبين بها حقائق الإسلام، ويرد بها على أباطيل خصومه، ويصور بها عدله ورحمته، ووقوفه مع الضعيف حتى يقوى، ومع المظلوم حتى ينتصر، ومع الجاهل حتى يتعلم، ومع الجائع حتى يطعم، ومع الخائف حتى يَأْمَنَ، ومع المستبعد حتى يتحرر.

صحيح أنه لم يعن بتخريج الحديث، وتمييز الصحيح من الضعيف، مكتفيا بعزوه إلى من أخرجه حِينًا، أو غير مَعْزُوٍّ حِينًا، جَرْيًا على ما اعتاده كثير من المؤلفين في الأعصر الأخيرة، من ذكر الأحاديث معلقة غير مسندة، بل هو ما مضى عليه المصنفون في الفقه وغيره قَدِيمًا، وهو ما جعل كثيرًا من أئمة الحديث يعنون بتخريج الكتب المشهورة في الفقه وغيره، كما فعل الزيلعي في " نصب الراية " وابن حجر في " التلخيص " والعراقي في " تخريج أحاديث الإحياء " وغيرهم، وهو حين يذكر الضعيف إنما يستأنس به فيما ثبت بالقرآن وصحيح السُنَّةِ، ولا يتخذه حُجَّةً وَحْدَهُ.

ومن تأمل في كتابه " فقه السيرة " ووقفاته العميقة مع الأحداث النبوية طوال مراحل حياته - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الميلاد إلى بعثته، ثم مرحلة الدعوة والمصابرة، ومرحلة الجهاد والمواجهة، أو مرحلة بناء الفرد في مكة، ومرحلة بناء المجتمع في المدينة، وجد فيه عقل الباحث المُدَقِّقِ، يتعانق مع قلب المؤمن المحب، وروح الداعية المحلق، الذي يحيا في السيرة، بل تحيا فيه السيرة

اسم الکتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 377
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست