اسم الکتاب : نخبة الفكر - دراسة عنها وعن منهجها المؤلف : إبراهيم بن محمد نور سيف الجزء : 1 صفحة : 138
(للهِ دَرُّ الَّذِي أَنْشَا حَدَائِقَها ... فَكَمْ رَأَتْ مِن شَذَاهَا الْعُمْيُ بِالْبَصَرِ)
(لا زَالَ يُبْلي ثِيَابَ المجْدِ [1] مَا طَلَعَتْ ... شمْسٌ وَّغرَّدَ شُحْرُورٌ [2] عَلَى الشَّجَرِ)
أما تاريخ تأليفها: فإن الحافظ -رحمه الله- ألف (نخبة الفكر) وهو مقيم في بلاده بمصر، وذلك في عام 812 ? كما أرّخ تلميذه السخاوي [3] .
وهذا القول يُعكّر عليه ما اشتهر من أنه ألفها وهو مُسافر، وسبب الشهرة مُستند إلى بيت جاء في نظم النخبة للأمير الصنعاني هو:
أَلَّفَهَا الحَافِظُ في حَالِ السَّفَرْ وَهْوَ الشِّهَابُ بْنُ عَلِيِّ بْنُ حَجَرْ
وفي نسخة: (ألّفها الحافظ ثاقب النظر) [4] وهي أصوب، ولو كان الشأن راجعا لاختلاف النسخ لهان الأمر، إلا أن الإمام الصنعاني -رحمه الله- لما شرح هذه المنظومة التي سمّاها (قصب السكر) بشرحه الذي سمّاه (إسبال المطر) ، نقل عن العلامة ابن الوزير -رحمه الله، وكان عصري الحافظ- خبرا لم أقف على من وافقه عليه، وبدا لي فيه نظر على ضوء ما جاء عند المترجمين للحافظ ولحياته [1] في فتح الباري 10/280 قول الحافظ رحمه الله: (العرب تُطلق ذلك وتُريد الدعاءَ بِطُولِ البقاء لِلمُخاطبِ بِذلك) ؛ وذلك في شرحه لدعائه صلى الله عليه وسلم للطفلة (أَمَة) المُكنّاة (أم خالد) : «أَبْلِي وَأَخْلِقِي» ؛ قال: (أي أنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلَق) ، والشاعر يدعو للحافظ - والله يرحمهما- بدوام مجده وعزّه. [2] الشُّحْرُور في الأصل: طائر أسود فُوَيق العصفور يُصوّت أصواتا، لسان العرب (ش ح ر) 4/398، وكأنّ ناظمها بدا له ربطُ أبياته هذه باسم شُهرته. [3] الجواهر والدرر 2/677. [4] كما في شرح المنظومة للشيخ عبد الكريم مراد ص (19) .
اسم الکتاب : نخبة الفكر - دراسة عنها وعن منهجها المؤلف : إبراهيم بن محمد نور سيف الجزء : 1 صفحة : 138