اسم الکتاب : الوجيز النفيس في معرفة التدليس المؤلف : المحمدي، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 24
ذلك رواية عن مجهول، لا يجب قبول خبره حتى يعرف من روى عنه.". [1]. وقال الآمدي ([2]):"إن فعله لضعفه فجرح أو لضعف نسبه أو لاختلافهم في قبول روايته فلا".وقال ابن السمعاني: [3] إن كان بحيث لو سئل عنه لم يبينه فجرح وإلا فلا. ومنع بعضهم إطلاق اسم التدليس على هذا، روى البيهقي في المدخل عن محمد بن رافع قال: قلت لأبي عامر كان الثوري يدلس؟ قال لا. قلت أليس إذا دخل كورة يعلم أن أهلها لا يكتبون حديث رجل قال حدثني رجل وإذا عُرف الرجل بالاسم كناه وإذا عُرف بالكنية سماه؟ قال هذا تزيين ليس بتدليس أو لكونه صغيرا في السن أو متأخر الوفاة حتى شاركه من هو دونه فالأمر فيه سهل أو سمع منه كثيرا فامتنع من تكراره على صورة واحدة إيهاما لكثرة الشيوخ أو تفننا في العبارة فسهل أيضا وقد يسمح الخطيب وغيره من الرواة المصنفين بهذا ". [4].
تدليس الإجازة: ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني نوعاًًًًً أخر للتدليس نذكره هنا تتمة للفائدة , وهو تدليس الإجازة: وهو أن يروي الراوي ما تحمله بالإجازة، بصيغة أداء توهم أنه سمعه من المجيز، أو أنه كتب به إليه، مع أنه إنما سمع منه عبارة الإجازة فقط، أو كتب إليه بالإجازة فقط، وأشار إلى المجاز به، أو عينه، دون أن يكتبه له. ومن تلك الصيغ المستعملة للإيهام (أخبرني) و (شافهني) و (كتب إلي). قال ابن حجر: "ويلتحق بالتدليس ما يقع من بعض المحدثين من التعبير بالتحديث أو الإخبار عن الإجازة موهماً للسماع ولا يكون سمع من ذلك الشيخ شيئاً" [5]. وممن وُصف بهذا النوع من التدليس أبو نعيم الأصبهاني، قال ابن حجر:"كانت له إجازة من أناس أدركهم ولم يلقهم فكان يروي عنهم بصيغة " أخبرنا "، ولا يبين كونها إجازة، لكنه كان إذا حدث عمن سمع منه يقول: "ثنا " سواء كان ذلك قراءة أو سماعاً، وهو اصطلاح له تبعه عليه بعضهم، وفيه نوع تدليس لمن لا يعرف ذلك" [6]. ... ومن أهل العلم من لم يرض بتسمية هذا الصنيع تدليساً؛ قال العلائي عقب ذكره طبقات [1] شرح ألفية العراقي ص 83. [2] ينظر تدريب الراوي 1/ 231. [3] مصدر سابق. [4] تدريب الراوي1/ 231،والمنهل الروي، ابن جماعة ص 73. [5] طبقات المدلسين ص62،ونبه على ذلك في النكت على ابن الصلاح ص62. [6] طبقات المدلسين ص62.
اسم الکتاب : الوجيز النفيس في معرفة التدليس المؤلف : المحمدي، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 24