اسم الکتاب : شرح اختصار علوم الحديث المؤلف : اللاحم، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 89
قال -رحمه الله تعالى-: " قال الشيخ أبو عمرو: لا يلزم من ورود الحديث من طرق متعددة كحديث: "الأذنان من الرأس" أن يكون حسنا.
لأن الضعف يتفاوت, فمنه ما لا يزول بالمتابعات، يعني: لا يؤثر كونه تابعا أو متبوعا, كرواية الكذابين والمتروكين، ومنه ضعف يزول بالمتابعة: كما إذا كان راويه سيء الحفظ, أو روى الحديث مرسلا؛ فإن المتابعة تنفع حينئذ، ويرفع الحديث عن حضيض الضعف إلى أوج الحسن أو الصحة، والله أعلم".
يقول ابن الصلاح -رحمه الله تعالى- بهذا الكلام عقب الذي نقله ابن كثير, أو اختصره ابن كثير عقب ابن الصلاح على القسم الأول الذي ذكره، وهو الحسن الذي كان أصله ضعيفا ثم اعتضد.
يقول ابن الصلاح -رحمه الله-: "إننا إذا قلنا: إن الضعيف يعتضد إلى الحسن, فليس كل ضعف صالح للاعتضاد", ومثل للضعف الذي لا يصلح للاعتضاد برواية الكذابين والمتروكين.
الكذاب متروك الحديث, ولكن يريد ابن الصلاح -بهذا- بالمتروكين لما عطفها على الكذابين -يريد بهم يعني- أن يكون متروك الحديث, ولو لم يكن كذابا، يعني: في منزلة الكذاب, أو ملحقا بالكذاب, من جهة قبول روايته, أو ردها.
وهؤلاء جماعة من الرواة وصلت بهم الحال في الضعف -بالتغفيل, ومخالفة الثقات, ورواية المناكير- إلى أن يلحقوا بالمتهمين بالكذب من جهة الرواية، وإن كانوا في أنفسهم لا يتهمون بالكذب, وإنما ما يأتي منهم: إنما يأتي من غلط, وغفلة, وسوء حفظ.
هذا هو القسم الذي ذكره, ولا يصلح للمتابعة, ومثل لهم ابن الصلاح بحديث, كثرت طرقه, ولا يصلح, أو لم يعتضد بكثرة الطرق, وهو الحديث المعروف: " الأذنان من الرأس ".
هذا الحديث يرى ابن الصلاح فيه -رحمه الله تعالى, بعد أن درس طرقه- أنه لا يرتفع عن الضعف، وهذا كلام ابن الصلاح -رحمه الله- اعترض عليه، اعترض عليه بأي شيء؟
اسم الکتاب : شرح اختصار علوم الحديث المؤلف : اللاحم، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 89