اسم الکتاب : شرح اختصار علوم الحديث المؤلف : اللاحم، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 85
نظم العلوم في نظري ربما -ولا أدري هل أُوافَق على هذا, على أنه مثل ما نقول- جففها، يعني: جعلها جافة، وجعلها تعمد اختيار اللفظ, والابتعاد عن المعاني, واحتيجت هذه المنظومات إلى شروح.
وربما -مثلا- نقول -دائما-: إن السخاوي -رحمه الله-, كتابه: "فتح المغيث" أجاد فيه جدا, ويعتبر من المراجع المهمة, لكنه -أحيانا- ينشغل بتحليل عبارات من؟ عبارات العراقي.
فلو كان ابتدأ على التأليف ابتداء, وأنشأه إنشاء؛ لربما كان أبعد عن التعقيد, وأقرب إلى فهم القاريء، بالنسبة لي لا أحب هذه المنظومات، لا أميل إلى مثل هذه المنظومات.
لكنها هي تذكرة؛ من يريد أن يحفظها, ويجد في نفسه همة, ولا تشغله -أيضا- عما هو أهم، وهذا أمر مهم, أيضا الجانب الآخر الذي هو الاشتغال بها عما هو أهم، أنا أميل أن يقرأ الشخص بفهم ووعي، ويعني الحفظ وحده غير كاف, ولاسيما المنظوم، والله أعلم.
س: السؤال الثالث يقول: فضيلة الشيخ، هل رواية سماك عن عكرمة فيها ضعف؟
ج: نعم فيها ضعف، ضعيفة، رواية سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس, المقصود: هذه الرواية ضعيفة؛ لأنه يضطرب فيها سماك -رحمه الله-.
ومعروف عند العلماء أن الراوي الواحد ربما يكون ضيعفا في جهة, قويا في جهة أخرى، بل يكون في جهة من أعلى درجات الصحيح, وفي جهة يكون ضعيفا، فالعلماء -رحمهم الله- ضعفوا هذا الإسناد.
ولهذا البخاري أخرج عن عكرمة، ومسلم أخرج عن سماك, ولكن لم يخرج واحد منهما، أو يقول العلماء: إن رواية سماك عن عكرمة ليست على شرط واحد منهما، وهي مضطربة -أيضا-، ما معنى كونها مضطربة؟
وهذا مما جعل الشيء الذي ذكرته لكم -قبل قليل- الذي جعل مثل سماك ينزل عن درجة ... , سماك تارة يرويه عن عكرمة عن ابن عباس, وتارة يرويه عن عكرمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وتارة يروي بعضها عن عكرمة من قوله.
اسم الکتاب : شرح اختصار علوم الحديث المؤلف : اللاحم، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 85