[3] - البحار:
من المشاهد المهولة في يوم القيامة تغير البحار عن طبيعتها المعهودة لما يحصل لها من أمر الله تعالى وذلك بخرابها كما قال تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [1].
وقد ذكر المفسرون أقوالاً كثيرة لمعنى سجرت وكلها تعطي معنى للتغيرات العظيمة التي أرادها الله تعالى.
فقيل معنى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ أي أوقدت فصارت نارا تضطرم.
وقيل: ملئت بأن صارت بحرا واحدا وكثر ماؤها.
وقيل أرسل عذبها على مالحها، ومالحها على عذبها حتى امتلأت، وقيل فجرت فصارت بحرا واحدا.
وقيل: هو من سجرت التنور أسجره سجرا: إذا أحميته.
وقيل معنى سجرت: أنها صارت حمراء كالدم} [2].
وقال تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} ([3]) "أي فتح بعضها على بعض، عندما تسوى الأرض بعد زوال الجبال وتصبح قاعا صفصفا، يذهب البرزخ الحاجز، والحجر الذي كان يمنع الماء من الفيضان على الأرض، فتتدفق المياه على بعضها، وهي نار تضطرم فتوجف القلوب وتضطرب من هذا المشهد المروع" [4].
أما النظرة العلمية المعاصرة فيقول د. زغلول النجار -حفظه الله- عن البحر المسجور: "من المعاني اللغوية للبحر المسجور هو المملوء بالماء , والمكفوف عن اليابسة , وهو معنى صحيح من الناحية العلمية صحة كاملة، كما أثبتته الدراسات العلمية في القرن العشرين , ومن [1] التكوير: 6. [2] انظر: تفسير القرطبي: 19/ 230، وتفسير ابن كثير: 8/ 331، وتفسير الشوكاني المعروف بفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، تحقيق: د. عبدالرحمن عميرة، دار الوفاء، المنصورة، ط2: 5/ 516. [3] الانفطار: 3. [4] تفسير القرطبي: 19/ 244، وانظر: تفسير ابن كثير: 8/ 341.