وتلقي ما في بطنها من الأموات وتتخلى عنهم {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} [1].
قال ابن كثير -رحمه الله- في بيان حال الإنسان إذا رأى ما يحدث للأرض وأنه استنكر أمرها بعدما كانت قارة ساكنة ثابتة وهو مستقر على ظهرها"أي تقلبت الحال فصارت متحركة مضطربة قد جاءها من أمر الله تعالى ما قد أعده لها، من الزلزال الذي لا محيد عنه، ثم ألقت ما في بطنها من الأموات من الأولين والآخرين وحينئذ استنكر الناس أمرها، وتبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار" [2]، فهو مشهد عظيم.
ثم بعد هذه المشاهد للأرض، يبدلها الله تعالى كما قال -عز وجل-:
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [3].
وقد اختلف في تبديل الأرض، فقيل:
1 - تبدل الأرض أرضا أخرى من فضة.
2 - وقيل تبدل نارا.
3 - وقيل تبدل خبزة.
4 - وقيل تبدل غير ذلك.
ذكر هذا ابن جرير -رحمه الله- وقال: "وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معناه: يوم تبدل الأرض التي نحن عليها اليوم يوم القيامة غيرها، وكذلك السماوات اليوم تبدل غيرها كما قال جل ثناؤه، وجائز أن تكون المبدلة أرضا أخرى من فضة، وجائز أن تكون نارا، وجائز أن تكون خبزا، وجائز أن تكون غير ذلك، ولا خبر في ذلك عندنا من الوجه الذي يجب التسليم له أيُ ذلك يكون، فلا قول في ذلك يصح إلا ما دل عليه ظاهر التنزيل" [4].
وقال تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ [1] الانشقاق: 4. [2] تفسير ابن كثير: 8/ 460. [3] إبراهيم: 48. [4] تفسير الطبري: 13/ 299، وانظر: فتح الباري: 11/ 375.