المطلب السادس: الريح الطيبة التي تقبض أرواح المؤمنين
من علامات الساعة الكبرى الريح الطيبة التي تقبض أرواح المؤمنين، فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ريحٍ طيبةٍ تخرج لقبض أرواح المؤمنين في آخر الزمان، فتهب فلا يبقى على ظهر الأرض من يقول الله إلا وأخذته، فيبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة، وقد جاء في وصفها أنها ألين من الحرير، فقال -عليه الصلاة والسلام- بعد ما ذكر خروج الدجال وقتله، وبعد خروج يأجوج ومأجوج وفنائهم، قال: «فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن، وكل مسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر [1]، فعليهم تقوم الساعة» [2].
وعن عائشة -رضي الله عنها- أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى»، فقالت عائشة -رضي الله عنها-: يا رسول الله، إن كنت لأظن حين أنزل الله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [3] أن ذلك تاما، قال: «إنه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحا طيبة، فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم» [4].
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يبعث ريحا من اليمن، ألين من الحرير، فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبة (وفي رواية: مثقال ذرة) من إيمان؛ إلا قبضته» [5].
أما النظرة العلمية المعاصرة فلم أجد من تكلم عنها فيما يتعلق بالإعجاز العلمي -حسب علمي-. [1] أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس. انظر: شرح النووي على مسلم: 18/ 70. [2] صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه: 4/ 2250 برقم (2937). [3] التوبة: 33. [4] صحيح مسلم، كتاب الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة: 4/ 2230، برقم (2906). [5] صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب في الريح التي تكون قرب القيامة تقبض من في قلبه شيء من الإيمان: 1/ 109، برقم (117).