المطلب الرابع: ظهور الخسف (1)
من أشراط الساعة التي أخبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- ظهور الخسف [2]، عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله، ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور» [3].
وعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ، إذا ظهرت المعازف والقينات، واستحلت الخمر» [4].
ومن الخسوف الكبيرة التي تكون قرب قيام الساعة، الخسف بجيش كامل في آخر الزمان، كما في الحديث عن بُقيرة امرأة القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي، قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر يقول: «يا هؤلاء، إذا سمعتم بجيش قد خسف به قريباً، فقد أظلت الساعة» [5].
وقد أخبرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- ببعض المواضع التي يقع فيها الخسف والقذف والمسخ، فعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يا أنس، إن الناس يمصرون أمصاراً. فإن مصراً يقال له:
(1) خسف الله به الأرض أي غيبه فيها. انظر: لسان العرب: 2/ 1157، والقاموس المحيط: 724. [2] انظر: إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، للشيخ حمود بن عبدالله التويجري، دار الصميعي، الرياض، ط2: 2/ 239، والزلازل، لإبراهيم طربيه، مجلة الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، العدد 22، وزلزال المحيط الهندي 2004 رؤية إيمانية، للدكتور حسني الدسوقي، مجلة الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، العدد 20. [3] سنن الترمذي: كتاب الفتن، باب ما جاء في علامة حلول المسخ والخسف: 317، برقم (2212) وقال: هذا حديث غريب، وصححه الألباني. انظر: السلسلة الصحيحة: 5/ 236. [4] المعجم الكبير للطبراني: 6/ 15، وصححه الألباني. انظر: صحيح الجامع الصغير: 1/ 683، والسلسلة الصحيحة: 4/ 293. [5] مسند الإمام أحمد: 45/ 99، برقم (27129)، وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، تحقيق: عادل بن سعد والسيد بن محمود إسماعيل، مكتبة الرشد، الرياض، ط1: 10/ 244، رواه الحميدي ورجاله ثقات. وحسنه الألباني. انظر: السلسلة الصحيحة: 3/ 429.