ثانياً: توحيد الأسماء والصفات: 1 - نفي الشر عن الله:
من مقتضى الإيمان بتوحيد الأسماء والصفات الإيمان بأن أفعال الله -عز وجل- كلها خير محض من حيث اتصافه بها وصدورها عنه، ليس فيها شر بوجه من الوجوه، وأما من جهة العبد فنفس المقدور قد يكون شراً لما يلحقه من المهالك [1]، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «والخير كله في يديك والشر ليس إليك» [2]، وفيما يتعلق بهذه الآية الكونية -الأمراض- أخبر الله -عز وجل- عن إبراهيم -عليه السلام- أنه قال: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [3] فأسند المرض إلى نفسه، وإن كان عن قدر الله وقضائه وخلَقْه، ولكن أضافه إلى نفسه أدبا، كما قال تعالى آمرًا للمصلي أن يقول: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [6] صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [4] فأسند الإنعام إلى الله، سبحانه وتعالى، والغضب حُذف فاعله أدبًا، وأسند الضلال إلى العبيد، كما قالت الجن [5]: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [6].
2 - العلو:
من أنواع الأدلة التي استدل بها أهل السنة والجماعة على علو الله نزول الأمر من الله [1] انظر: شرح النووي على مسلم: 3/ 121. [2] صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه: 1/ 524 برقم (771). [3] الشعراء: 80. [4] الفاتحة: 6 - 7. [5] تفسير ابن كثير: 6/ 146، وانظر: التحرير والتنوير: 19/ 142. [6] الجن: 10.