شبيه، أو مثيل في صفات كماله ونعوت جلاله، أو يعجزه شيء يريده [1]، ويذكر في ذلك خلق النباتات، قال تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} [2].
ولما ذكر الله -عز وجل- بعض الأدلة على الألوهية والقدرة والبعث في قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} [3]. فهو سبحانه المتفرد بخلق النباتات وما يسره من الحرث والزرع، وأنه لو شاء لجعله محطما لا نفع فيه ولا رزق، أمر بتسبيحه وتنزييه عن جميع النقائص [4]، قال تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [5].
ثالثاً: توحيد الألوهية:
سبق في المبحث السابق: الأرض [6] أن الله -تعالى- يذكر ويعدد من دلائل إنفراده بالتصرف والخلق - في الأرض وغيرها - مما هو مشاهد وأضح الدلالة على المشركين لإفراد الله -عز وجل- بالعبادة [7]. [1] تفسير السعدي: 695. [2] يس: 33 - 36. [3] الواقعة: 63 - 67. [4] انظر: تفسير القرطبي: 17/ 222. [5] الواقعة: 74. [6] ص: 393. [7] التحرير والتنوير: 24/ 189، 17/ 57، وانظر: تفسير ابن كثير: 7/ 396.