جاء بذلك الحديث الصحيح وأنه يؤتى بالموت في صورة كبش أملح [1] فقيل معنى: "ثم يذبح: "ذاك شيء يخلق الله عند ذبحه علما ضروريا في قلوبهم أنه لا موت بعد ذلك، ولو شاء لخلق العلم من غير ذبح أيضا، لكن لا يسأل عما يفعل، وإلا فالموت على تقدير فرض تجسمه وذبحه لا يوجب ذبحه العلم بعدم الموت بعد ذلك، لإمكان خلق مثله وإعادته كما أعاد الموتى المذبوحين منهم وغيرهم" [2].
وقيل: "الموت معنى والمعاني لا تنقلب جوهرا وإنما يخلق الله أشخاصا من ثواب الأعمال وكذا الموت يخلق الله كبشا يسميه الموت ويلقى في قلوب الفريقين أن هذا الموت يكون ذبحه دليلا على الخلود في الدارين" [3].
والصحيح أنه لا مانع من ذلك فالله على كل شيء قدير، وذلك أنه ينشئ من الأعراض أجساماً يجعلها مادة لها، كما ثبت في صحيح مسلم في حديث أن البقرة وآل عمران يجيئان كأنهما غمامتان [4] ونحو ذلك من الأحاديث، وأن الأعمال توضع في ميزان والله على كل شيء قدير [5]. [1] سبق تخريجه: 492. [2] حاشية مسند الإمام أحمد لأبي الحسن محمد السندي، تحقيق: نور الدين طالب، وزارة الأوقاف القطرية، ط1: 6/ 370. [3] انظر: تفسير الرازي: 1/ 2983، وفتح الباري: 11/ 421، وعارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي لابن العربي المالكي، دار الكتب العلمية، بيروت: 10/ 27، والتذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي: تحقيق: الصادق بن إبراهيم، دار المنهاج، ط1: 2/ 927. [4] صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة: 1/ 554 برقم (805). [5] انظر: شرح الطحاوية: 79، والتفسير القيم لابن القيم جمع محمد أويس الندوي، تحقيق: محمد حامد الفقي، مكتبة السنة.