محشوة بعذاب القلب والروح والبدن، الذي لا يقدر قدره، ولا يفتر عنه ساعة، يستغيث فلا يغاث، ويدعو فلا يستجاب له" [1].
وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يؤتى بالموت في الآخرة فيذبح، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي مناد: يا أهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، ثم ينادي: يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيذبح، ثم يقول: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت، ثم قرأ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ»} [2].
تاسعاً: الإيمان بالقدر:
من الإيمان بالقدر الإيمان بعلم الله وخلقه وقدرته ومشيئته، وقد نبه الله -عز وجل- على كمال قدرته في خلقه الأشياء المتضادة، قال تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} (3)، وقال تعالى: {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} [4] إلى غيرها من الآيات.
وفي هذا دليل على علم الله ومشيئته وقدرته [5].
كما أخبر الله -عز وجل- أنه لن تموت نفس إلا بإذنه وتقديره حتى تستوفي المدة التي ضربها الله لها [6] وأنه لا ينفع ولا يدفع الحذر من القدر، قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ [1] تفسير السعدي: 509، وانظر: التحرير والتنوير: 18/ 15. [2] صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ مريم: 39: 914 برقم (4730).
} (3) النجم: 44. [4] الشعراء: 81. [5] انظر: تفسير السعدي: 688. [6] انظر: تفسير ابن كثير: 2/ 129، 2/ 260، وتفسير السعدي: 725.