- صلى الله عليه وسلم - منه برىء» [1].
ومن آيات الرسل أن الله -عز وجل- يخبرهم عند قبض أرواحهم [2]، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جلس على المنبر، فقال: إن عبداً خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده، فاختار ما عنده فبكى أبو بكر، وقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فعجبنا له، وقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو المخير، وكان أبو بكر هو أعلمنا به» [3].
ثامناً: الإيمان باليوم الآخر:
من الإيمان باليوم الآخر الإيمان بما أخبرت به الرسل -عليهم الصلاة والسلام- من البعث والجزاء، وقد بين الله -عز وجل- من الأدلة على ذلك وعلى صدق ما جاءت به الرسل إحياء الموتى، وذكر على ذلك أمثلة فقال تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ [1] سنن أبى داود، كتاب الطهارة، باب ما ينهى عنه أن يتنجى به: 29 برقم (36)، وسنن النسائي، كتاب الزينة، باب عقد اللحية: 519، برقم (5067).
قال ابن الملقن إسناده جيد، انظر: البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير لابن الملقن، تحقيق: مصطفى أبو الغيط وآخرين، دار الهجرة، الدمام، ط1: 2/ 352. وصحيح سنن أبي داود: 1/ 10. [2] انظر: صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب مرض النبي -صلى الله عليه وسلم- ووفاته: 840، برقم (4437)، وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة -رضي الله عنهم-، باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها: 4/ 1893، برقم (2444). [3] صحيح البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إلى المدينة: 740، برقم (3904).