responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الآيات الكونية دراسة عقدية المؤلف : الوعلان، عبد المجيد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 479
بذلك بل لأمر وراء ذلك كله، هو المقصود بالخطاب وإليه جرى ذلك الحديث" [1].
وهو أن تظهر للعباد قدرة الرب في خلق المتضادات المتقابلات، وفي ذلك أدل الدلائل على كمال قدرة الله وعزته وسلطانه وملكه [2].

أولاً: وجود الله:
قد دلت هذه الآية الكونية على وجود الله، فإن خلقها ووجودها بعد العدم، وتسخيرها دليل قاطع على وجود الله -عز وجل-، وذلك لافتقار المخلوق إلى الخالق، واحتياج المحدَث إلى المحدِث [3].
"وشواهد الحدوث والخلق والتسخير ظاهر عليها، فلا بد لهما من صانع، وهو الله لا إله إلا هو، خالق كل شيء وإلهه ومليكه" [4].
وأخبر الله -عز وجل- عن محاجة إبراهيم -عليه السلام- للنمرود في وجود الله، وكان النمرود ينكر وجود الله -عز وجل-، وأن يكون ثم إله غيره، وأنه يحي ويميت، فاستدل إبراهيم -عليه السلام- على وجود الله، وأنه المالك المتصرف المستحق للعبادة وحده -بأن الله هو الذي يحي ويميت- بقوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [5].
"فحدوث هذه الأشياء المشاهدة وإيجادها بعد العدم، وعدمها بعد الوجود دليل على وجود الله؛ لأنها لم تحدث بنفسها فلا بد لها من موجد أوجدها وهو الرب, الذي يحيي ويميت

[1] مفتاح دار السعادة: 1/ 187 باختصار.
[2] انظر: مدارج السالكينن: 2/ 194.
[3] انظر: مجموع الفتاوى: 16/ 445، والأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد: 209 - 226.
[4] تفسير ابن كثير: 4/ 482.
[5] البقرة: 258.
اسم الکتاب : الآيات الكونية دراسة عقدية المؤلف : الوعلان، عبد المجيد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 479
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست