الإسراء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ليلاً [1]، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [2].
فأسري به في ليلة واحدة إلى مسافة بعيدة جدا ورجع في ليلته، وأراه الله من آياته ما ازداد به هدى وبصيرة وثباتا وفرقانا، وهذا من اعتنائه تعالى به ولطفه.
ولما قال المشركون: أن الله ترك محمداً -صلى الله عليه وسلم- [3] أقسم تعالى بالنهار إذا انتشر ضياؤه بالضحى، وبالليل إذا سجى وادلهمت ظلمته، على اعتناء الله برسوله -صلى الله عليه وسلم- ونصره له [4]، فقال تعالى: {وَالضُّحَى [1] وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى [2] مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [5].
ثامناً: الإيمان باليوم الآخر:
أقسم الله تعالى بالقمر، وبالليل وقت إدباره، والنهار وقت إسفاره، على عظم النار يوم القيامة، فقال تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ} [6]، ثم قال تعالى: {إِنَّهَا} أي النار {لَإِحْدَى الْكُبَرِ} ([7]) " أي لإحدى العظائم الطامة والأمور الهامة، فإذا أعلمناكم بها، وكنتم على بصيرة من أمرها، فمن شاء منكم أن يتقدم، فيعمل بما يقربه من ربه، ويدنيه من رضاه، ويزلفه من دار كرامته، أو يتأخر عما خلق له وعما يحبه الله ويرضاه، فيعمل [1] انظر: السنة لأحمد بن محمد بن هارون الخلال، تحقيق: عطية الزهراني، دار الراية، الرياض، ط1: 1/ 239، والحجة في بيان المحجة: 1/ 536، والإسراء والمعراج لمحمد بن ناصر الدين الألباني، المكتبة الإسلامية، عمان، ط5: 7. [2] الإسراء: 1. [3] صحيح مسلم، كتاب الجهاد والبر، باب ما لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- من أذى المشركين والمنافقين: 3/ 1421، رقم (1797). [4] انظر: تفسير القرطبي: 20/ 92. [5] والضحى: 1 - 3. [6] المدثر: 32 - 34. [7] المدثر: 35.