أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالاستعاذة من الليل ومن شره وشر ما فيه [1]، فعن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: كان نبي الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أمسى قال: «أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال: أراه قال فيهن: له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة، وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل، وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر، وإذا أصبح قال ذلك أيضا أصبحنا وأصبح الملك لله» [2].
وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالاستعاذة من الغاسق، وقد قيل إن الغاسق: هو الليل إذا أقبل بظلامه [3]، قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [1] مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ [2] وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} [4].
2 - القسم:
أقسم الله -عز وجل- بالليل والنهار "وهو سبحانه يقسم بما يقسم به من مخلوقاته لتضمنه الآيات والعجائب الدالة عليه، وكلما كان أعظم آية وأبلغ في الدلالة كان إقسامه به أكثر من غيره" ...
فهو "سبحانه إنما يقسم من مخلوقاته بما هو من آياته الدالة على ربوبيته ووحدانيته" [5].
فأقسم تعالى بالليل وقت إدباره، ووقت تغطيته وجه الأرض، والنهار وقت إسفاره وتجليته ما على الأرض، إلى غير ذلك،"لاشتمال المذكورات على آيات الله العظيمة، الدالة [1] انظر: تحفة الأحوذي: 9/ 334. [2] صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل: 4/ 2088، برقم (2733). [3] انظر: تفسير الطبري: 30/ 430، وتفسير البغوي: 4/ 725، وتفسير ابن كثير: 8/ 535. [4] الفلق: 1 - 3. [5] مفتاح دار السعادة: 1/ 303 - 304، وانظر: إمعان في أقسام القرآن: 9، 41.