responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الآيات الكونية دراسة عقدية المؤلف : الوعلان، عبد المجيد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 456
في حكمته ولا في علمه يوجب تخلف ذلك، ولكن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وهذا أيضاً من آياته الباهرة أن يعمي عن هذه الآيات الواضحة البينة من شاء من خلقه فلا يهتدي بها ولا يبصرها لمن هو واقف في الماء إلى حلقه وهو يستغيث من العطش وينكر وجود الماء، وبهذا وأمثاله يعرف الله -عز وجل- ويشكر ويحمد ويتضرع اليه ويسأل" [1].

أولاً: توحيد الربوبية:
بين الله -عز وجل- أن النظر في ملكوت السماوات والأرض والتأمل في خلقهما يدل على وحدانيته -عز وجل-، في ملكه وخلقه، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه [2].
وعظمة هذا الكون، وإبداع السموات والأرض، وتصرف الرب -عز وجل- فيه ومن ذلك الليل والنهار، يدخل هذا على هذا، وهذا على هذا، ويتصرف فيهما بزيادة أحدهما ونقص الآخر، وتغير أحوالهما بالحرارة والبرودة، وتعاقبهما بنظام ثابت دقيق، دليل قاطع محسوس على وجود الإله الخالق المبدع، والرب الواحد المتصرف، الذي لا رب سواه، ولا معبود بحق غيره [3].
قال تعالى: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [4].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- - فيما يرويه عن ربه -عز وجل- -: «قال الله -عز وجل-: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار» [5].
ومن أعظم الأدلة على قدرة الله تعالى أن جميع الأشياء مسخرة مدبرة لا تملك من التدبير شيئاً، وخلقه تعالى الأضداد لبيان أنها مقهورة [6]، ومن ذلك الليل والنهار فيدخل

[1] مفتاح دار السعادة: 1/ 203 - 204، وانظر: مختصر الصواعق المرسلة: 2/ 625.
[2] انظر: تفسير الطبري: 7/ 283، 286، وتفسير ابن كثير: 3/ 290.
[3] انظر: التفسير المنير: 18/ 265.
[4] النور: 44.
[5] سبق تخريجه: 279.
[6] انظر: تفسير ابن كثير: 4/ 561، تفسير السعدي: 126.
اسم الکتاب : الآيات الكونية دراسة عقدية المؤلف : الوعلان، عبد المجيد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 456
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست