أن يشعروا بقرب وقوعه.
"فما من شيء يحدث في الأرض ولا في السماء , في البر أو البحر أو الجو إلا في كتاب، وهذا يجعل الإنسان المؤمن يسلم ويرضى بالقضاء والقدر, فما من مصيبة كالزلازل والخسوف والبراكين وغير ذلك إلا وقد كتبها الله سبحانه وتعالى من قبل خلق الإنسان, وهذا يدل على أن الإيمان بالقضاء والقدر يقتضي الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى قدر هذه الأشياء قبل أن توجد" [1].
ومن كمال"قدرة الله تعالى أنه أعطى بعض الحيوانات، التي ليس لها عقول تفكر، ولا علم ولا حضارة، أعطاها غريزة الاحساس بقرب وقوع الزلزال، ولذلك فهي تسارع بمغادرة المكان أو يحدث لها هياج، إن كانت محبوسة في الأقفاص أو حظائر مغلقة، وذلك ليلفتنا الله سبحانه وتعالى إلى أن العلم يأتي منه سبحانه وتعالى ولا يحصل عليه الانسان بقدرته، فيعطي سبحانه من لا قدرة له على الفكر والكشف العلمي ما لا يعطيه لذلك الذي ميزه بالعقل والعلم.
لماذا؟ لنعلم أن كل شيء من الله فلا نعبد قدراتنا، ولا نقول: انتهى عصر الدين والايمان وبدأ عصر العلم، بل نلتفت الى أن الله يعطي لمن هم دوننا في الخلق علما لا نصل نحن اليه، فنعرف أن كل شيء بقدرته وحده سبحانه وتعالى" [2]. [1] تيسير لمعة الاعتقاد لعبد الرحمن بن صالح المحمود، دار الوطن، الرياض، ط1: 232، بتصرف يسير. [2] الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله تعالى، لمحمد متولي الشعراوي، أشرف واعتنى به: أحمد الزغبي: 14.