الْعَالَمِينَ [1]، وقال تعالى: {أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا} [2] أي: "قارة ساكنة ثابتة، لا تميد ولا تتحرك بأهلها ولا ترجف بهم، فإنها لو كانت كذلك لما طاب عليها العيش والحياة، بل جعلها من فضله ورحمته مهادًا بساطًا ثابتة لا تتزلزل ولا تتحرك" [3].
وقد نقل أكثر من واحد الإجماع على وقوف الأرض وسكونها [4]، بل نُقل إجماع المسلمين وأهل الكتاب على ذلك [5].
وأن حركتها إنما تكون في العادة بزلزلة تصيبها، وزلزلة الأرض على نوعين: زلزلة عامة وهي التي تكون يوم القيامة، وزلزلة خاصة وهي التي تكون في نواحي الأرض [6].
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فعاد بها عليها فاستقرت» [7].
وفي حديث صفوان بن عسال المرادي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ذكر بابا من قِبل المغرب مسيرة عرضه، أو يسير الراكب في عرضه أربعين أو سبعين عاما، قال سفيان: قِبل الشام، خلقه الله يوم خلق السموات والأرض مفتوحا - يعني للتوبة - لا يغلق حتى تطلع الشمس منه» [8].
"وهذا الحديث الصحيح من أقوى الأدلة على أن الأرض ساكنة لا تدور ولا تفارق موضعها أبداً. وهذا مستفاد من النص على أن باب التوبة ثابت في ناحية المغرب لا يزايله ولا [1] غافر: 64. [2] النمل: 61. [3] تفسير ابن كثير: 6/ 203. [4] انظر: الفرق بين الفرق: 290. [5] تفسير القرطبي: 9/ 280. وانظر: الصواعق الشديدة: 53، وذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق: 347. [6] انظر: تفسير التحرير والتنوير: 17/ 187، وتتمة أضواء البيان للشيخ عطية سالم: 9/ 430. [7] سنن الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب 115: 533 برقم (3369)، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه. وضعفه الألباني، انظر: ضعيف سنن الترمذي: 440 برقم (668). [8] سنن الترمذي، كتاب الدعوات، باب فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله لعباده: 556 برقم (3535)، وقال: حديث حسن صحيح. وحسنه الألباني، انظر: صحيح الترمذي: 3/ 173 برقم (2801).