[4] - أن كل ما ورد في النصوص الشرعية من الآيات الكونية فهو لبيان كمال قدرة الله وحكمته [1]، وتذكير للناس بنعم الله تعالى عليهم ليشكروه حق شكره، وليعبدوه حق عبادته [2].
فذكر الآيات الكونية في القرآن في سياق العظة للاعتبار، وفي مورد الإرشاد للاستدلال على قدرة الخالق وحكمته في مخلوقاته، ليوجه الإنسان ببصيرته إلى خالقه، فيسبحه ويمجده ويعبده حق عبادته [3].
ولذلك لا يجوز التكلف فيها ما لا علم للإنسان به والتأويل فيها بغير ما أنزل الله تعالى، كما قال قتادة -رحمه الله-: " خلق هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها غير ذلك فقد أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به" [4].
5 - أنه ليس في النصوص الصحيحة ما ينافي العلم الكوني الصحيح، ولا ما يناهض ما أثبته البرهان الساطع، وقام عليه الدليل القاطع [5]، بل إن فيه إشارات تدعمه وتثبت رجحان ما يذهب إليه [6].
6 - أن من الآيات الكونية ما لا يمكن العلم به إلا عن طريق النصوص الشرعية الثابتة، ولا مجال للاجتهاد فيه لأن الله قد استأثر بعلم ذلك، كطلوع الشمس من مغربها آخر الزمان، وأهوال يوم القيامة.
ومنها ما يدرك بالحس والمشاهدة، وهذه لا تحتاج إلى دليل شرعي، مثل أن الشمس [1] انظر: تفسير ابن كثير: 2/ 517. [2] الأجزاء الكونية بين النقل والعقل: 12. [3] الدين والعلم، وهل ينافي الدين العلم؟: 30. [4] رواه البخاري معلقاً: كتاب بدء الخلق، باب في النجوم: 614. [5] انظر: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية، تحقيق: علي الألمعي وعبدالعزيز العسكر وحمدان الحمدان، دار الفضيلة، الرياض، ط1: 2/ 538، والصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة لابن القيم، تحقيق: علي الدخيل الله، دار العاصمة، الرياض، ط3: 3/ 829. [6] الدين والعلم، وهل ينافي الدين العلم؟: 13، الأجزاء الكونية بين النقل والعقل: 12