الدلائل العقدية للآية الكونية - حركة الأرض-:
عظم الله من شأن الأرض في كتابه ودعا عباده إلى النظر إليها والتفكر في خلقها، ونوه بذكرها أكثر مما عظم من شأن الشمس والقمر والكواكب. وقرن خلقها مع خلق السماوات في عدة آيات من القرآن. وأخبر أنه خلقها وما فيها في أربعة أيام، وأنه خلق السماوات وما فيهن في يومين وذلك يدل على عظم الأرض [1]، "وعظمة خالقها، وسعة سلطانه، وعميم إحسانه، وإحاطة علمه، بالظواهر والبواطن" [2]، وأنه وحده الأحد الفرد الصمد، وأنه لم يخلق الخلق سدى.
قال تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} [3]، وقال تعالى: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} [4]، وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا} [5]، وقال تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا} [6]، وقال تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [7]، وقال تعالى: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ} [8].
قال ابن القيم -رحمه الله- مبيناً شأن هذه الآية الكونية: "وإذا نظرت إلى الأرض وكيف خلقت رأيتها من أعظم آيات فاطرها وبديعها" ...
ثم ذكر بعض أنواع الخلق فيها، وأن الله -عز وجل- خلقها"فراشا ومهادا، وذللها لعباده، وجعل [1] ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق، للشيخ حمود بن عبد الله التويجري، ط1: 17. [2] تفسير السعدي: 809. [3] الذاريات: 20. [4] الذاريات: 48. [5] غافر: 64. [6] البقرة: 22. [7] الغاشية: 17 - 20. [8] الجاثية: 3.