responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الآيات الكونية دراسة عقدية المؤلف : الوعلان، عبد المجيد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 377
وقد أخبر الله -عز وجل- أن الريح تُسيّر السفن بمشيئته، فإن شاء جعل الريح ساكنه، وإن شاء حركها، فقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ} [1]، فهذه الريح التي تسير السفن لو شاء لسكنها حتى لا تتحرك، ولو شاء لحركها حتى لا تقف [2].
ثم هو سبحانه إذا شاء جعل هذه الريح طيبة باردة، وإذا شاء جعلها قوية مدمرة مع" أنها جسم لطيف لا يمسك ولا يرى، وهي مع ذلك في غاية القوة، تقلع الشجر والصخر، وتخرب البنيان العظيم" [3].

سابعاً: مسائل الأسماء والأحكام:
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن بعث الريح قد يكون لموت منافق، فعن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدم من سفر فلما كان قرب المدينة هاجت ريح شديدة تكاد أن تدفن الراكب فزعم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «بعثت هذه الريح لموت منافق»، فلما قدم المدينة فإذا منافق عظيم من المنافقين قد مات [4].
أي عقوبة له، وعلامة لموته وراحة البلاد والعباد منه [5].

ثامناً: منهج أهل السنة والجماعة في الاستدلال:

[1] الشورى: 32 - 34.
[2] تفسير الطبري: 25/ 41، وتفسير القرطبي: 16/ 33.
[3] لباب التأويل في معاني التنزيل لعلي بن محمد بن إبراهيم البغدادي المعروف بالخازن، دار الفكر، بيروت، 1399: 1/ 136.
[4] صحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم: 4/ 2145 برقم (2782).
[5] شرح النووي على مسلم: 17/ 127.
اسم الکتاب : الآيات الكونية دراسة عقدية المؤلف : الوعلان، عبد المجيد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 377
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست