الريح في اللغة:
أصل الياء في الريح الواو، وإنما قلبت ياء لكسرة ما قبلها [1]، والريح: الغلبة والقوة [2] في قوله تعالى: {فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [3].
والريح: الهواء إذا تحرك [4]، ونسيم الهواء، وكذلك نسيم كل شيء، وهي مؤنثة [5].
والريح: واحدة الرياح والأرياح، وقد تجمع على أرواح، لأن أصلها الواو، وإنما جاءت بالياء لانكسار ما قبلها، فإذا رجعوا إلى الفتح عادت إلى الواو، كقولك: أروح الماء، وتروحت بالمروحة. ويقال: ريح وريحة، كما قالوا: دار ودارة [6].
والرياح بلفظ الجمع تطلق ويراد بها الخير، والريح بلفظ المفرد تطلق ويراد بها العذاب أو الشر غالبًا إلا إذا قيد هذا المفرد بوصف خرج عن هذه القاعدة [7].
قال القرطبي: " فمن وحد الريح فلأنه اسم للجنس يدل على القليل والكثير.
ومن جمع فلاختلاف الجهات التي تهب منها الرياح.
ومن جمع مع الرحمة ووحد مع العذاب فإنه فعل ذلك اعتبارا بالأغلب في القرآن، نحو: {الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} [8]، و {الرِّيحَ الْعَقِيمَ} [9]، فجاءت في القرآن مجموعة مع الرحمة مفردة مع العذاب، إلا في يونس في قوله: {وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ} ([10]) " [11]. [1] معجم مقاييس اللغة: 2/ 454. [2] المصدر السابق: 2/ 464. [3] الأنفال: 46. [4] المعجم الوسيط: 1/ 381. [5] لسان العرب: 3/ 1763. [6] الصحاح: 1/ 367، لسان العرب: 3/ 1763. [7] لسان العرب: 3/ 1763، وانظر: تفسير ابن كثير: 4/ 531. [8] الروم: 46. [9] الذاريات: 41. [10] يونس: 22. [11] تفسير القرطبي: 2/ 198، وانظر: التحرير والتنوير 21/ 121، البرهان في علوم القرآن 4/ 9 - 11.