"فالمطر الإسلام، وقلوب المنافقين في حال شكهم وكفرهم وترددهم كالمطر من السماء الذي فيه ظلمات ورعد وبرق" [1].
وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الفتن تقع خلال البيوت كمواقع المطر، فعن أسامة -رضي الله عنه- قال: أشرف النبي -صلى الله عليه وسلم- على أطم [2] من آطام المدينة فقال: «" هل ترون ما أرى؟» قالوا: لا. قال: «إني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كمواقع المطر» [3].
والتشبيه بمواقع المطر: في الكثرة والهرم [4].
وضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيان خيرية الأمة مثلاً بالمطر، عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره» [5].
ومعناه أن الدين"كما هو محتاج إلى أول الأمة في إبلاغه إلى من بعدهم، كذلك هو محتاج إلى القائمين به في أواخرها، وتثبيت الناس على السنة وروايتها وإظهارها، والفضل للمتقدم.
وكذلك الزرع الذي يحتاج إلى المطر الأول وإلى المطر الثاني، ولكن العمدة الكبرى على الأول، واحتياج الزرع إليه آكد، فإنه لولاه ما نبت في الأرض، ولا تعلق أساسه فيها" [6]. [1] انظر: تفسير ابن كثير: 1/ 189. [2] الأطم: بضم الهمزة والطاء هو القصر والحصن. ومعنى أشرف: علا وارتفع. شرح النووي على مسلم: 18/ 7. [3] صحيح البخاري، كتاب الفتن، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " ويل للعرب من شر قد اقترب": 1350 برقم (7060)، وصحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب نزول الفتن كمواقع القطر: 4/ 2211 برقم (2885). [4] شرح النووي على مسلم: 18/ 7. [5] سنن الترمذي، كتاب الأدب: 459 برقم (2869)، وقال: وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. ومسند الإمام أحمد: 19/ 334 برقم (12327)، وقال المحقق: حديث قوي بطرقه وشواهده، وهذا إسناد حسن. [6] تفسير ابن كثير: 7/ 519، وانظر: فتح الباري: 7/ 6، وفيض القدير: 5/ 516.