سابعاً: الإيمان باليوم الآخر:
من الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما يكون فيه، ومن ذلك الحوض، وفي وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- وصفه له بأنه أشد بياضاً من الثلج، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن حوضى أبعد من أيلة من عدن، لهو أشد بياضا من الثلج، وأحلى من العسل باللبن، ولآنيته أكثر من عدد النجوم» [2].
ثامناً: الإيمان بالقدر:
من مراتب الإيمان بالقدر الإيمان بمشية الله، وأن ما شاء الله كان، وما لم يشاء لم يكن.
وقد أخبر الله -عز وجل- أنه يسوق السحاب قطعا متفرقة، ثم يؤلف بين تلك القطع فيجعله سحاباً متراكباً مثل الجبل، ثم ينزل منها البرد، فيصيب به من يشاء، ويصرفه عمن يشاء، وأن ذلك بحسب ما اقتضاه حكمه القدري [3]، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} [4].
وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه ما من ساعة من ليل ولانهار إلا والسماء تمطر فيها، يصرفه الله حيث يشاء، فعن المطلب بن حنطب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا السماء تمطر فيها يصرفه الله حيث يشاء» [5]. [1] شرح النووي على مسلم: 6/ 192، وانظر: فتح الباري: 2/ 506. [2] صحيح مسلم، كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء: 1/ 217 برقم (247). [3] انظر: تفسير السعدي: 570. [4] النور: 43. [5] معرفة السنن والآثار للبيهقي، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار الوفاء، القاهرة، ط1: 5/ 194 برقم (7262)، وهو مرسل، انظر: فيض القدير: 5/ 494.