الدلائل العقدية للآية الكونية - النجم-:
النجم آية من آيات الله التي تدل على خالقها وعلى قدرته وعلمه وحكمته، فهو آية عظيمة على عظمة الرب وكبريائه، وقد ذكرها الله -عز وجل- ضمن جملة من آياته في سورة النحل، قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [1]، ثم قال: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16) أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [2].
وقد سبق في المبحثين السابقين - عن الآيتين الكونية الشمس والقمر [3] - كلام ابن القيم - -رحمه الله- - بأن الله -عز وجل- لم يقسم بشيء من مخلوقاته أكثر من السماء والنجوم والشمس والقمر.
"وهو سبحانه يقسم بما يقسم به من مخلوقاته لتضمنه الآيات والعجائب الدالة عليه، وكلما كان أعظم آية وأبلغ في الدلالة كان إقسامه به أكثر من غيره، ولهذا يعظم هذا القسم" [4] كقوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [5]، وقوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [6]. [1] النحل: 12. [2] النحل: 16 - 17. [3] ص: 250. [4] مفتاح دار السعادة: 1/ 304. [5] الواقعة: 75 - 76. [6] النجم: 1.