درجاتهم" [1].
وقد أقسم الله تعالى بآيات الليل - ومنها القمر إذا امتلأ نورًا بإبداره [2] - على ركوب الناس أطواراً متعددة، وأحوالاً متابينة، من خلق في مراحل متعددة، ثم موتٍ، ثم بعثٍ ومجازاةٍ، وهذه الأمور دالة على أن الله وحده هو المعبود، المدبر لعباده بحكمته ورحمته، وعلى البعث والجزاء [3]، قال تعال: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ الآيات} [4].
سابعاً: الإيمان بالقدر:
سبق في المبحث السابق: الشمس الاستدلال بها على الإيمان بالقدر [5]، وحيث قرن القمر بالشمس فإنه يستدل به نفس الاستدلال بالشمس على الإيمان بالقدر من جهة خلق الله للأشياء ومنها القمر، وتسخيره له على مقتضى حكمته، وأن ذلك بتقدير من العزيز العليم، قال تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [6]، وقال تعالى: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [7]. [1] المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: 7/ 179، وانظر: فتح الباري: 11/ 413. [2] انظر: تفسير ابن كثير: 8/ 359. [3] تفسير السعدي: 1/ 918. [4] الانشقاق: 16 - 19. [5] ص: 264. [6] يس: 39 - 40. [7] الأنعام: 96.