3 - التوسل:
سبق في المبحث السابق: الشمس [2] بيان أن من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم فالق الإصباح، وجاعل الليل سكنا، والشمس والقمر حسبانا، اقض عني الدين، وأغنني من الفقر، وأمتعني بسمعي وبصري وقوتي في سبيلك» [3].
وأن هذا توسل إلى الله -عز وجل- بما وصف من أفعاله به نفسه - ومنه جعل الشمس والقمر حسباناً - في قوله تعالى: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [4].
خامساً: الإيمان بالرسل:
قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [5]، وقد كان هذا في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- [6]، وهو من الأدلة والآيات البينة على نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
فقد سأل أهل مكة رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- آية، فأراهم انشقاق القمر، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «سأل أهل مكة النبي -صلى الله عليه وسلم- آية، فانشق القمر بمكة مرتين، فقال: {اقْتَرَبَتِ [1] المدثر: 32 - 35. [2] ص: 261. [3] سبق تخريجه: 261. [4] الأنعام: 96. [5] القمر: 1. [6] انظر: دلائل النبوة لأبي بكر أحمد بن حسين البيهقي، تحقيق: عبد المعطي القلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1: 2/ 262، وتفسير ابن كثير: 7/ 472، 475، والبراهين العلمية على صحة العقيدة الإسلامية: 205 - 206.