3 - خشوع الشمس عند تجلي الله:
في بعض ألفاظ حديث الكسوف: «إن الشمس والقمر خَلْقان من خَلْق الله، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله -عز وجل- إذا تَجَلى لشيء من خلقه خشع له» [1].
4 - لا تخرج الشمس حتى ينخسها سبعون ألف ملك:
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال له: أرأيت ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في أمية بن أبي الصلت، آمن شعره، وكفر قلبه، قال: هو حق فما أنكرتم من شعره؟ قالوا أنكرنا قوله:
والشمس تطلع كل آخر ليلةٍ ... حمراء يصبح لونها يتوردُ
تأبى فما تطلع لهم في رُسْلها ... إلا معذبةً وإلا تجلدُ
فما بال الشمس تجلد؟ فقال: والذي نفسي بيده ما طلعت الشمس قط حتى ينخسها سبعون ألف ملك، فيقولون لها: اطلعي اطلعي، فتقول: لا أطلع على قوم يعبدونني من دون الله، فيأتيها ملك عن الله يأمرها بالطلوع، فتشتعل لضياء بني آدم، فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن الطلوع، فتطلع بين قرنيه فيحرقه الله تحتها، وما غربت الشمس قط إلا خرت ساجدة، فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن السجود فتغرب بين عينيه، فيحرقه الله تحتها" [2]. [1] سنن النسائي، كتاب الكسوف، نوع آخر من صلاة الكسوف: 174 برقم (1485)، مسند الإمام أحمد: 30/ 295 برقم (18351)، قال ابن حجر في فتح الباري - عن هذا الحديث وقد نقل عن أبي حامد الغزالي إنكار هذه الزيادة- 2/ 537: "قد أثبته غير واحد من أهل العلم، وهو ثابت من حيث المعنى أيضا".
وقال ابن القيم في مفتاح دار السعادة 2/ 296: "وليس الأمر في هذه الزيادة كما قاله أبو حامد فإن اسنادها لا مطعن فيه، رواته كلهم ثقات حفاظ؛ لكن لعل هذه اللفظة مدرجة في الحديث من كلام بعض الرواة، ولهذا لا توجد في سائر أحاديث الكسوف، فقد رواها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بضعة عشر صحابيا ... فلم يذكر أحد منهم هذه اللفظة التى ذكرت في حديث النعمان بن بشير، فمن ههنا نخاف أن تكون أدرجت في الحديث إدراجا". وانظر: مجموع الفتاوى 35/ 177. [2] الاستذكار: 1/ 362، التمهيد: 4/ 9، وإسناده ضعيف، انظر: فيض القدير: 1/ 57، كشف الخفاء ومزيل الالباس عما اشتهر من الاحاديث على ألسنة الناس لإسماعيل بن محمد العجلوني، تصحيح: أحمد القلاش، مؤسسة الرسالة، ط 2: 1/ 19.