الرابع عشر: الطعن في القرآن وزعم تناقضه حيث ورد فيه لفظ"المشرق" بصيغة الإفراد، والتثنية، والجمع.
من المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآية الكونية زعمهم التناقض في القرآن، فقالوا: إنه ورد في القرآن آيات متناقضة، فورد لفظ المشرق مرة بصيغة الإفراد في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} [1]، ومرة بصيغة التثنية في قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [2]، ومرة بصيغة الجمع في قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} [3]، وهذا تناقض.
وقد بين أهل العلم المراد بذلك، فقالوا: إن قوله: " {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} [4]، المراد به جنس المشرق والمغرب، فهو صادق بكل مشرق من مشارق الشمس التي هي ثلاثمائة وستون، وكل مغرب من مغاربها التي هي كذلك، فلله المشرق الذي تشرق منه الشمس كل يوم والمغرب الذي تغرب فيه كل يوم.
وقوله: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} يعني مشرق الشتاء، ومشرق الصيف ومغربهما. وقيل: مشرق الشمس والقمر ومغربهما.
وقوله: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} أي: مشارق الشمس ومغاربها الثلاثمائة وستون. وقيل: مشارق الشمس والقمر والكواكب ومغاربها" [5].
الخامس عشر: الأقوال والألفاظ المخالفة: [1] البقرة: 115. [2] الرحمن: 17. [3] المعارج: 40. [4] البقرة: 115. [5] انظر: دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب لمحمد الأمين الشنقيطي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط 1: 22، وتفسير ابن كثير: 7/ 492، فتح الباري: 4/ 447، وأضواء البيان 6/ 675.